لقد طالما كانت هيأته مبعث ألم لنفسه وهو صغير فهل يتجدد اليوم ألمه وهو في الرابعة والثلاثين؟. ذلك ما تحدثه به نفسها بعد قراءة القصة يسمى نفسه دوبلتسكي؟
وما هذه الخاتمة التي أختارها لقصتها؟ أتنصرف عن دوبلتسكي فتتزوج سمير نوف؟ أتريد بذلك إغراءه وإخراجه من تردده، أم أنها تؤثر عليه سمير نوف؟ ومن يكون سمير نوف هذا؟ أهو بويوف الذي تطارحه الحديث وتظهر له الود، أم هو ذلك الضابط الشاب بوليفانوف؟ وهل تستعمل سونيا على التقريب بينه وبين أختها ليزا؟
ألا تحب سونيا هيئته فهي لذلك غير واثقة من إنها تحبه؟ يا لها من حيرة! لقد كتب في مذكراته في الثامن والعشرين من أغسطس سنة ١٩٦٢ بعد قراءة القصة بيومين يقول (أيها الوجه القبيح لا تحلم بالزواج. . . أنك لست أهلاً لهذا. . . وأن أهليتك لمن نوع أخر وأنه لكثير ما منحته منها).
وعلى الرغم من ذلك ذهب إلى الضيعة في اليوم التالي فلما رجع أثبت في مذكراته قوله (لا شئ من حب كما سلف ولا من غيره حتى ولا من ندم، ولكني لا أجد مثيلاً لحالتي وذلك ما يجعلها حلوة. . . كانت ليلة لذيذة وكانت العواطف رقيقة سارة أن بويوف في غاية الذكاء وفي غاية الرقة) وكتب في ماء اليوم التالي يقول (لست أغار قط من بويوف إذ يتحدث إلى سونيا ولا أستطيع أن أصدق أن يكون ذلك حقيقة حالي. إنها كذلك تتكلم في حزن وهدوء. . . أيها الأحمق أنك غير أهل لها. . . . . لقد قضيت الليلة معهم. . . . لم أنم. . . أنها هي أبداً. . .)