للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وألح عليها الكونت أن يقرأها فأبت اول الأمر، ثم تضاهرت أمام إصراره أنها تعطيها إياه على كره.

ترى هل كتبت سونيا هذه القصة ليقرأها تولستوي؟ وهل ما يكاد يؤدي إلى الحزن بموضوعها.

كان في القصة رجلان: أولهما البرنس دوبلتسكي، وهو في منتصف العمر نشط ذكي قليل الآراء، ليس على قدر كبير من الوجاهة؛ وثانيهما فتى في الثالثة والعشرين، هادئ ساكن يتمسك بكثير من المثل العليا وأسمه سمير نوف.

وكانت بطلة القصة تدعى هيلين وهي فتاة جميلة ذات عينين دعجاوين ساحرتين؛ ولهيلين أختان واحدة أكبر منها تدعى زنايدا وهي فتاة بارد الطبع، والأخرى أصغر منها وتدعى نتاشا وهي بنت في الخامسة عشرة لعوب مرحة.

وكان يغشى دوبلتسكي بيت الأسرة دون أن تخالجه أفكار الحب؛ وكان سمير نوف يحب هيلين، وكانت تحس بميل نحوه، وقد أقترح عليها الزواج ولكنها لم تستطع أن تقطع برأي وأعترض أهلها على هذا الاقتراح من شاب في مثل سنه وعدوه بعض عبث الشباب، ثم اضطرته ظروف العيش إلى السفر فغاب غيبة طويلة.

وكانت زناديا تميل إلى دوبلتسكي، وكان يكثر غشيان البيت ولكنها ظلت بحيرة من أمره كما كانت هيلين في حيرة من أمر شعورها لا تدري ماذا تريد، ولا تستطيع أن تقول حتى لنفسها أنها أوشكت إن تحب دوبلتسكي؛ وكان يؤلمها أنها ربما كانت تخدعه وتخدع أختها؛ وطالما حاولت أن تغالب عواطفها ولكن تلك العواطف كانت تغلبها؛ وظهر من دوبلتسكي أنه يحبها أكثر مما يحب أختها وذلك ما جعله يبدو في نظرها أكثر مما كان جذباً لها، لم تفهم حقيقة شعوره وكان يتعبها ويضايقها غموضه وانطواؤه على نفسه.

وعاد سمير نوف، ولم تطق هيلين أن ترى ما يظهر من تألم إذ شعر أنها تحب دوبلتسكي، فأعتزمت أن تدخل الدير؛ ثم أنها احتالت حتى قرضت بين دوبلتسكي وأختها زناديا، وزفت هي بعد ذلك إلى سمير نوف.

سهر تولستوي حتى قرأ القصة ولقد وقف عند أشياء فيها ومن أهمها ما وصف به دوبلتسكي من بعد أن الوجاهة ومن غموض في الفكر. . . أهذه صورته في نفس سونيا؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>