الشعير) لأنه مأكول مذموم ونقد فيه الصفدي وأورد كثيراً مما سرقته - وقد نتبع أبن حجة في كتبه عشرات من سرقات الصفدي وأبن نباتة وغيرهما. ومن ذلك قول أبن نباتة:
ومولع بفخاخ ... يمدها وشباك
قالت لي العين ماذا ... يصيد قلت كراكي
فقال الصفدي:
أغار على سرح الكرى عندي ما رمى ال - كراكي غزال للبدور يحاكي
فقلت أرجعي يا عين عن ورد حسنه=ألم تنظريه كيف صاد كراكي
على أن أبن حجة هذا قد تعقبه أديب آخر هو شمس الدين النواجي فنقده في كتاب سماه (المحجة في سرقات أبن حجة) وللبدر الدماميني كتاب آخر نقد فيه شرح الصفدي للأمية العجم وأسمه (نزول الغيث).
وبعد فما تقدم نشعر بمقدار عناية أدباء هذا العصر بنقد الأدب، وبيان زائفه من طارفه وهذا دليل على الحيوية الأدبية واليقظة الفكرية، ولا يقدح في هذا أختلاف أذواقهم عن أذواقنا فلكل أهل عصر في آدابه ونقده أتجاه وقواعد وأذواق.