تقتصد محطة الإذاعة وتدخر لتستطيع أن ترضي كبار المطربين والموسيقيين الذي يتحكمون فيها على حساب الشباب الذي هم أحوج إلى التشجيع والى أن يجنبوا شيئاً من ثمرات قرائحهم ومواهبهم.
الفن المعاصر والفن المصري:
كانت وزارة المعارف قد استقدمت جماعة من كبار الفنانين الفرنسيين والأسبانيين، لغرض طائفة من إنتاجهم في الرسم والنحت ولإلقاء محاضرات بمدرسة الفنون الجميلة العليا؛ وأقامت معرضاً لصورهم وتماثيلهم بدار الجمعية الزراعية الملكية، هو معرض الفن المعاصر. وقد تفضل جلالة الملك بزيارة هذا المعرض، وفي خلال هذه الزيارة الكريمة قال جلالته للمشرفين على المعرض: هل يمكن إقامة معرض مصري كهذا؟ وكانت هذه رغبة سامية ولفتة بارعة من جلالة الفاروق. ولا شك في أن الوزارة ستعمل على تحقيق ذلك.
وقد وافقت هذه الإشارة الملكية هوى كثير من الفنانين المصريين الذين كانوا يشكون من أموالهم ويوجهون النقد إلى استدعاء الفنانين الأجانب وبذل الأموال لهم، مع أن لهم أي المصريين - إنتاجاً لا تقل قيمته الفنية عن إنتاج هؤلاء الأجانب. ومما يذكره بعضهم أن أستدعاء هؤلاء الفنانين كان بوساطة مليونير مصري معروف له شغف بهذا الفن، وهم من أصدقائه. .
ومما لوحظ في معرض الفن المعاصر أن الرسوم واللوحات كتبت عليها أسماؤها وموضوعاتها بلغة أجنبية، ولم تكتب حتى بجانب الأجنبية - باللغة العربية. وهذه ظاهرة يؤسف لها أشد الأسف، وخاصة أن هذا المعرض تنظمه الحكومة المصرية التي تفرض اللغة العربية في مكاتباتها، فكان يجب على الأقل أن يترجم المكتوب باللغة الأجنبية إلى العربية ويكتب في أوراق منفصلة تعلق بجوار الصور والتماثيل.