يا سيدي قد أجزتني إلى هذه الغاية بعشرين ألف ألف درهم! فقال الأمين: وهل ذلك الإخراج بعض الكور؟ والذي أذكره أن هذا تجن على الأمين اولا، واختلاف على إبراهيم ثانياً؛ فلقد فات الأستاذ العريان محقق الكتاب - كما فات صاحب العقد أن إبراهيم الموصلي لم يدرك زمن الأمين إذ كانت وفاته على عهد الرشيد سنة ثمان وثمانين ومائة. قال صاحب نهاية الأرب: لما مرض إبراهيم مرض الموت ركب الرشيد حماراً ودخل على إبراهيم يعوده وهو جالس في الأبزن (حوض يغتسل فيه) فقال له: كيف أنت يا إبراهيم؟ فقال: أنا والله يا سيدي كما قال الشاعر:
سقيم مل منه أقربوه ... وأسلمه المداوي والحميم
فقال الرشيد: إنا لله، فخرج فما بعد حتى سمع الداعية عليه. وذكر صاحب الأغاني: قال أسحق بن إبراهيم الموصلي: دخلت على الرشيد بعقب وفاة أبي. . . إلى أن قال فأدناني منه فقبلت يده ورجله والارض بين يديه فاستعبروا كان رفيقا فوثبت قائماً ثم قلت:
في بقاء الخليفة الميمون ... خلف مصيبة المحزون
لا يضير المصاب رزء إذا ما ... كان ذا مفزع إلى هارون
فقال لي: كذاك والله هو، ولن تفقد من أبيك ما دمت حياً إلا شخصه.
هارون محمد أمين
في مقال
في العدد (٧٦٨) من (الرسالة) الغراء أطلعت على مقال الأديب غائب طعمه فرمان (نظرات في الأدب العراقي) ولي عليه تعقيبان لغويان، هما:
قال في سياق المقال:(. . . وتلك الصرخات (لداوية) في الشعر العراقي. .) فأستعمل الفعل الثلاثي (دوي) من الدويّ أي إحداث الصوت! وهو خطأ ما في ذلك شك! إذ لا يقال: دوي الرعد. وإنما: دويّ الرعد. . . لأن الثلاثي ماضيه - وهو من باب صدى - بمعنى مرض، والدوي - على القصر - المرض. وإذا ّ فالصواب أن يقال (الصرخات المدوية لا (الداوية). . .).
وقال:(. . . و (على) ضوئها يمكن أن ندرس. . .) وهو استعمال (مصلحي) بحت لا