تخرج من الغرفة على عجل، فأعطت ابنها الرضيع إلى صاحبتنا، والتمست منها أن تهدئ من روعة إلى أن تعود. وحملت الفتاة الطفل بين يديها وهى ترتجف من شدة الخوف، وكادت تلقى به إلى الأرض.
ونصحها أحد الناس بأن تصنع عروسة من قماش لعل ذلك يجعلها تألف بطريقة عملية هذه العرائس فلا تعود ترهبها. وفعلت ذلك، فقصت القماش، ووضعت داخله القطن، حتى إذا أوشكت العروسة أن تكتمل، وصورت رأسها، لم تستطع أن تمضى في صنعها إلى النهاية، وبرز الخوف في نفسها.
ليس العلاج عسيراً، فإذا عرف السبب بطلت آثار الاضطراب؛ والمهم أن يقتنع المريض بصحة الأسباب، وأن يعمل على علاجها.
أما عن السبب الأول وهو الخوف من العرائس الذي كان يقع في الصغر، وصحبها إلى الكبر، فيرجع إلى الوهم والتهويل، وقد عرفت أن هذا الوهم باطل، ولا ينبغي التهويل فيه.
أما عن السبب الثاني وهو الغيرة من أختها، فقد وجدت بعض المشقة في ترويض نفسها على محبتها المحبة الأخوية الصادقة ذلك أن القضاء على الأحوال النفسية التي ثبتت في النفس مع طول الزمن من أشق الأمور، مثلنا في ذلك مثل من يعتاد التدخين أو لعب الميسر أو شرب الخمر، لا يسهل عليه أن يقطع عادته التي ألفها بين يوم وليلة.
وقد رسمنا لها الطريق المؤدى إلى كبح جماح الغيرة، وفى القضاء على الغيرة من أختها على وجه الخصوص القضاء على خوفها الموهوم من العرائس.