للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وشرعت أسألها عن علاقتها بهن، ولها أختان شقيقتان إحداهما تكبرها بثمانية أعوام والثانية بعامين. الكبرى متزوجة وصاحبة أبناء، والصغرى لم تتزوج بعد.

وتبين من نبرات صوتها عند الجواب أن بينها وبين أختها الثانية أشياء. فهي أجمل منها، وأكثر منها حظاً في التعليم، وتشتغل منصباً أفضل منها.

وألححت في السؤال، فقالت إنها تحترم أهلها وأخوتها وقد رباها أبوها تربية صالحة، وعلمها أن تقف من أخوتها موقف المحبة والاحترام.

ولكن الغيرة لا تعرف التقاليد والحدود الاجتماعية. والواقع أن الغيرة الشديدة قامت بين صاحبتنا وبين شقيقتها منذ الصغر فهي أجمل منها، وأحسن منها في التعليم حظاً، وأرقى من حيث المنزلة الاجتماعية، فضلا عن الغيرة الطبيعية التي تنشأ بين الأختين إذا كانتا متقاربتين في السن.

إذن فهي في صراع بين الواجب والواقع، بين واجبها نحو أختها وأهلها، وبين طبيعة نفسها التي تحدثها بالغيرة.

ولكن ما شأن أختها بالخوف من العرائس؟

لقد حدث عندها ما يعرف في علم النفس باسم (التحويل) فقد حولت خوفها من العرائس وهى الدمى التي يلعب بها، إلى أختها لما بين الاثنين من مشابهة في معنى (العروسة). والعروسة عند العامة هي الفتاة المخطوبة إلى عريس فالأخت عروسة بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة. وأكبر الظن أن الشخص الذي كان يخيفها في الصغر، أي وهى في سن الثانية من عمرها، هي هذه الأخت.

وإذن فقد تعقدت العقدة، وتحولت من مجرد الخوف من العرائس المصنوعة للهو، إلى الخوف من (العروسة الجميلة) وهذا سر قولها إن العروسة كلما كانت جميلة، كان خوفها أشد. وكأن أختها أصبحت رمزاً حولت إليه خوفها، وغيرتها، وبغضها. . .

ويؤيد هذا كله، ما ذكرته من أنها لا ترغب في الزواج، وتمانع فيه، أو على الأقل كانت تمانع إلى عهد قريب.

ويؤيد ذلك أيضاً أنها تخشى الأطفال الحديثي الولادة، أي الذين في سن الرضاعة. قالت إنها ذهبت عند أختها الكبرى، وهى متزوجة وذات أطفال، وعرض لأختها أمر يقتضي أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>