وقال في الدكتور زكي مبارك: إن نشاطه ومثابرته في الحياة الأدبية والاجتماعية ليست في حاجة إلى التدليل، وآثاره تملأ الأفق وتحجب ضوء الشمس، والنثر الفني جهاد سبع سنين مع غيره من المشاغل، وقد ظهر له خلال هذه السبعة الأعوام طائفة من الكتب ولم نسمع عنه أو منه تبرماً بالوقت والناس. وهو يدون كل ما يقع تحت حسه ونظره فلا تفلت منه شاردة ولا واردة إلا وألقى لها رخاً من عقله وبازياً من براعته، وهذا ما يجب على كل أديبيحس بالحياة ويشعر بلذة العمل.
وفي الشيخ نجيب شاهين: على حديثه مسحة القرآن وأثر الاقتباس ولغته مبتذلة مع ما فيها من رنة الطربَ.
وقال في طه حسين: أعتقد أن مؤلفته كلها عقيمة، وليست ذات قيمة
وفي سلامة موسى: إنه وطه حسين أشد بخلا وإمساكا مما يتصور المتصورون، وعلى العكس مبارك وخليلمطران فلاهما مكساب مهلاك.
وفي الشعراء: بعد شوقي لا يليق أن يكون كبير شعرائنا أحد غير واحد من هؤلاء الثلاثة. مطران. محرم. الكاشف.
فالقارئ يرى أن الدباغ لا يفتقر إلى الجرأة ولا يخشى أن يصدر الرأي في قوة وثقة. وقد نختلف معه في كثير مما أرتاه ونعارضه في بعض المذاهب الاجتماعية التي دعا إليها، ولكن هذا لا يحول دون أن نذكر له أنه صاحب رأي يعرف كيف يلقيه مغمض العينين غير مبال بما يكون له من دوي.
ولقد كف بصر إبراهيم الدباغ قبيل وفاته بسنوات وسنوات فكانت هذه الملمة مدعاة لانطوائه على النفس ونفوره من الناس وإيثاره الانزواء وقعود الدار عن مخالطة أهل ندوته. وما فتئت الأمراض تقبل عليه وتنهش بدنه حتى كانت منيته ذات يوم، ونعاه الدكتور زكى مبارك وشيع بنفسه جنازته.
وهذه المحن - فيما يبدو من رسائل الدباغ - جعلته برماً بالحياة ضيقاً بكل ما فيها، أقرب إلى التشاؤم منه إلى التفاؤل وإن كانت هذه الظاهرة لم تستطيع أن تأتى على محبته للفكاهة وتعلقه بها.
وحديث الدباغ في رسائله التي جمعت في كتاب (حديث الصومعة) حديث متشعب