للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأشخاص المسرحية محبوبون لأنهم واقعيون، ولأنهم من أصحاب النفوس الساذجة الكريمة، ينطقون فتبتسم لما نطقوا به، أو تنفجر ضاحكاً تعجب من هذه النفوس الغريرة الطليقة المحبوبة إلى أبعد غايات الحب. .

والمؤلف يسير مع الأشخاص أو مع الحياة أو مع ما يقتضيه الواقع في الجزء الأكبر من المسرحية حتى إذا ما وصل إلى النهاية بدا التكلف ظاهراً حيث يقنع (وجيه) اللحام الكهل بأن في استطاعته أن يعود إلى شبابه إذا قال (الله يسامحك الله بالحساب) فيتنازل عن دينه لوجيه، ويظهر التكلف بوضوح في الطريقة التي هيأ بها المؤلف زواج الأشخاص.

وأكبر الظن أن الأستاذ سعيد عندما أوشك أن يصل إلى نهاية مسرحيته وضع (العجائب السبع) التي خلقها أمامه، وكيف النهاية حسب ما تقتضيه هذه العجائب. . فجعل اللحام يسترجع شبابه بطريقة عجيبة تثير الضحك ليستخلص من ذلك العجيبة الأولى وهي (لحام يستعيد شبابه). وأغرى الشيخ نسيب بترك وظيفته الحكومية بطريقة غريبة ليستخرج من ذلك العجيبة الثانية وهي (شاب يرفض وظيفة حكومية). . وأقنع (أم ظريف) بالطريقة نفسها على أن تسامحه بالإيجار ليصل إلى العجيبة الثالثة وهي (ملاك يسامح مستأجراً). . وقس على ذلك سائر العجائب الأخرى. وهي (مؤلف أدبي نفع البشرية) و (أم تزوج أبنتها من دون مصاغ) و (ظهر في لبنان رجل يلبس أسمه من دون لقب) و (البوليس يقبض على القاتل والقتيل فار من وجه العدالة).

والملاحظ في هذه المسرحية أن الحبكة، والتسلسل الروائي والانسياب الحواري على درجة كبيرة من الإتقان تدل على رسوخ قدم الأستاذ سعيد في الفن المسرحي. . ورسالته إلى المخرج هي غاية في الدقة الفنية، فيها من الملاحظات الفنية ما ينفع المخرج والممثل والكاتب المسرحي على حد سواء.

ولنتحدث الآن عن مجموعة (موجة نار) من هذا الكتاب ولنعرض أولاً آراء المؤلف في القصة، ففي الكتاب آراء يحالفها التوفيق مرات، ويتنكب عنها أخرى:

يعرف المؤلف القصة ص ٢٥٤ فيقول (القصة كما أفهمها هي حادثة غير عادية محتملة الوقوع تسرد بأسلوب جذاب سهل، وتنتهي بمفاجأة حلوة معقولة). . ولكن المؤلف يتخلى عن شرط أو شرطين من هذه الشروط الأربعة في بعض قصصه. فهناك قصة يعوزها

<<  <  ج:
ص:  >  >>