فضوله وجود الأعضاء التناسلية في جسمه وأن كان يجهل ماهيتها وما خلقت من أجله؛ غير أن الطفل من غير شك يبدأ بمداعبة أعضائه التناسلية فيحدث عنده لذة جنسية.
ويعتبر هذا مثل ثالث آخر للشذوذ التناسلي نسميه شذوذاً تناسلياً لأن الحياة التناسلية الطبيعية السليمة الطبيعية هي البحث عن مثل هذه الملاذ الجنسية عند جنس مضاد - ذكر وأنثى - بالاختلاط الجنسي. وقد يكثر الطفل من مداعبة تلك الأعضاء بعد أن يشعر بنوع من اللذة فيستدعي ذلك اهتمام والديه فيمنعونه عن عمله الشاذ بشتى الطرق من ترهيب وترغيب؛ غير أن المنع لا يميت في نفسه ذلك الشعور وربما يزيده ويزكيه فيشعر بشيء من الغبن وبسبب له هذا المنع مركباً نفسياً ضمن المركبات النفسية الكثيرة وهو ما يسميه فرويد (بمركبات الخصيان) وهو الشعور بالغبن لدى الخصيان الذين حرموا ملاذ الحياة التناسلية.
هذا ويؤكد فرويد أن أول ما يبدأ الطفل حياته التناسلية العادية إنما يبدأها بالشعور الجنسي نحو أمه. وهذا الشعور شاذ فيما يتعلق بالعرف والمجتمع ولكنه طبيعي فيما يتعلق بالغرائز الجنسية بكونه شعوراً نحو جنس مضاد لجنسه كمل توجد مثل هذه الغريزة في الطفلة بالنسبة لأبيها، وهو شعور أشبه بالجذب والتنافر بين الأقطاب في عالم الكهرباء والمغناطيس.
لا يمكن لأحد أن ينكر الشعور الطبيعي للأطفال نحو والديهما وما فيه من حب طاهر بريء؛ ولكن براءة هذا الحب لا تنافي وجود الغرائز وسلطانها. وقد نسمع بعض الأحيان أن الطفلة تريد الزواج من أبيها، والطفل يرغب أمه؛ كل ذلك في سن مبكرة بين الثالثة والرابعة مثلاً، فيثير ذلك تسلية للوالدين وعطفاً على الأطفال لهذه السذاجة البريئة. وقد وصف هذه الظاهرة فرويد وسماها (مركب أوديب) وأديب هذا كما تقول الأسطورة الإغريقية كان ملكاً ظالماً جباراً؛ وقد أنبئ بأنه سوف يقتل أباه ويتزوج أمه وذلك من حيث لا يعلم. ولما كان قد فارق أبويه في سن مبكرة وانقطعت كل الصلات بينه وبينهم فإنهما لا يدريان على أمره شيئاً. وفي ذات مرة أحد أفراد حاشيته بوجود امرأة جميلة في مكان ما؛ فأمر في الحال بإحضارها وتزوج منها. ولم يمض إلا وقت قصير حتى تبين له بأن المقتول لم يكن غير والده وأن الزوجة لم تكن غير أمه.