المعروف (فرويد) الذي كان أستاذاً في جامعة فيينا والذي يعد أكبر مرجع لهذا النوع من التحليل، كما أنه أمتاز بعمق التفكير والتأويلات البعيدة المنطقية، وبالشجاعة في إبداء آراء جريئة. وقد عانى من ذلك كثيراً ورماه البعض بالمغالاة، كما أن هنالك اعتبارات أخرى من سياسية وعنصرية، إذ كان من أصل يهودي. كل ذلك سبب له مشاكل ومتاعب، وشغر بالاضطهاد أخيراً مما أجبره على مغادرة النمسا والالتجاء إلى إنجلترا كما لجأ إليها ابن عم له من قبل هو (كارل ماركس) إذ طرد من ألمانيا لأسباب مشابهة.
تظهر الغريزة الجنسية عند الطفل في طور مبكر جداً كما يقول العالم المجري (لندنر) يقول هذا العالم أن عوارض الغريزة الجنسية ترجع إلى عهد الرضاعة؛ فهو يرى في الرضاعة عملية حيوية بالنسبة إلى الطفل، إذ تدر عليه اللبن اللازم لقوته، والذي لا تكون حياة من دونه، وتهديه إلى البحث عن هذا اللبن غريزة حب النفس وتنازع البقاء. غير أن (لندنر) و (فرويد) يقولان إن الطفل يشعر أثناء وقت الرضاعة بشعور خفي ولذة ظاهرة هي إشباع الغريزة التناسلية واللذة التي تنتج من إجابة هذه الغريزة؛ فتراه بعد أن يأخذ كفايته من اللبن لا يلذ له النوم إلا وهو ممسك بفمه ثدي أمه في نشوة ظاهرة وشعور بالطمأنينة؛ حتى إذا نما الطفل قليلاً نجده يبحث عن عضو آخر مثل إبهام يده أو غيره من أجزاء الأعضاء ليمصه واجداً في ذلك لذة كبيرة هي - حسب ما تقدم - لذة جنسية. لذلك أطلق على منطقة الفم والشفتين (بالمنطقة الجنسية) كما ذهب فرويد إلى أبعد من ذلك بقوله أن هنالك منطقة جنسية ثانية توجد في الدبر وهو يرى في عملية التبرز عند الطفل لذة تناسلية كما يقول فرويد إن هذه اللذة ما زالت آثارها كامنة عند الكبار بقوله أن الشعور الخفي بالراحة والرضى بعد أداء عملية التبرز ولا سيما بعد الإمساك الذي ينتج عنه تصلب في المواد البرازية. هذا الشعور من المعقول جداً أن يكون سببه خلاص الجسم من مواد غير مرغوب فيها كما أن هذا الشعور لا يأتي فقط من الأسباب المذكورة؛ ولكنه يكون مصحوباً في الوقت نفسه بشعور داخلي حتى منشؤه إشباع نوع من الغريزة الجنسية وما يصحب ذلك من لذة وراحة.
ذكرنا في المثالين السابقين بدأ الحياة التناسلية عند الطفل ولكنه بدأ شاذ، فالحياة التناسلية تبدأ بالشذوذ ولما يبلغ الطفل الثالثة من عمره، يبدأ اهتمامه بتكوينه التناسلي ويسترعى