للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي إبريل ١٩٢٨ انعقد أول اجتماع للنساء السوريات لمناقشة مسائل التعليم والتدريب المهني، وتعديل قانون الزواج. واقتراح الاتحاد عقد مؤتمرات سنوية لنساء العرب، تنعقد بالتتابع في مصر وسوريا وفلسطين والعراق. وكان غرض الحركة النسائية في فلسطين مناصرة الكفاح من أجل استقلال العرب. وفي مصر وسوريا توجد صحافة تدعو لمصالح المرأة، وكثيرا ما يحررها النساء

وفي يوليه ١٩٣٠ أنعقد مؤتمر لنساء البلاد العربية، وكان يعتبر دليل للوحدة الشرقية. وجاءت الوفود وأرسلت التقارير منالحجاز والعراق وتركيا وإيران وأفغانستان والهند الإسلامية كما أرسل الاتحاد النسائي الدولي مندوبة وقد أكدت رئيسة المؤتمر نور حمادة ضرورة حصر الكفاح في رفع مستوى المرأة ثقافياً واجتماعياً، وليس في المطالبة بالحقوق السياسية. لقد كان حجاب المسلمة منافياً للطبيعة، وسوف يزول من نفسه بارتفاع مستوى التعليم. ناقش المؤتمر تعديلات قانون الزواج ومسألة الخدمة الاجتماعية، وطالب بإصلاح التقاليد الزوجية. فيجب على الرجل وزوجته أن يعرف كل منهما الآخر قبل الزواج، وينبغي تقليل أهمية بين المسلمين والصداق بين المسيحيين. وأعلن أن اتحاد المسلمات مع المسيحيات في مصر والأقطار العربية سيجعل من الحركة النسائية عاملاً هاماً في التقدم الثقافي والاجتماعي.

ويعلل دخول الفلسطينيات في هذا المحيط من الوجهة الجغرافية فقط؛ فالنساء في الدوائر الأرثوذكسية واليهودية متساويات مع النساء العرب في الثقافة والاجتماع. ثم إن اليهوديات اللائى هاجرن إلى فلسطين - من أوربا في الخمس سنوات السابقة - قد أتين بالأفكار التقدمية في النشاط الثقافي والاجتماعي والسياسي. فتذهب الفتيات كالفتيان إلى المدرسة، وتلعب الجمعيات النسائية دورها في الصحة والخدمة الاجتماعية. وبفضل جهود اليهوديات ضمن النساء المساواة التامة في فلسطين. ولكن اعتبارات قومية تحول دون وقوع احتكاك مباشر بين الحركات النسائية اليهودية والعربية في فلسطين.

وليس من شك في أن الجماهير قد تنبهت إلى اليقظة الوطنية والسياسية، وكفى بعواطفهم السياسية الملتهبة أمثلة واضحة. فشعروا بالمسئولية لمحو الأمية وإنشاء مكتبات شعبية، وتأسيس المدارس وإقامة حلقات ثقافية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>