وأعوانكما. والله من ورائكم محيط. فألح عليه عثمان أن لا يفعل، فقال أبو ذر: إن رسول الله أولى أن يتبع، وهاجر من المدينة. كان في عمل أبي ذر هذا أنه أخذ بمحض النصح لخليفة المسلمين إذ ذاك (عثمان) وبنصح عماله، وبالدفاع عن حقوق المسلمين كي لا تتكون طبقة اشتراكية يكون رائدها الانتقام، بل إلى العمل بنص القرآن والاقتداء بمن طبق ذلك النص عملاً من الخلفاء كأبي بكر وعمر. .
وبعد، فهذه هي فتوى السيد جمال الدين الأفغاني فيما كان من رأي أبي ذر الغفاري وخلافه مع ولاة الأمور على توزيع مال المسلمين على المسلمين. وشتان بين رأي لجنة الفتوى في مذهب ذلك الصحابي الجليل، ورأي السيد الأفغاني؛ فبينما ترى اللجنة إنه أخطأ الاجتهاد وخالف الإجماع يشهد الأفغاني برجاحة رأيه وسلامة مذهبه. وسنعود في المقال التالي للتعقيب على فتوى اللجنة بما يوضح هذه المسألة التي تشغل الأذهان في هذه الأيام. . .