يكون نفيه. وقال السعد: إن منع إفادتها للتأكيد مكابرة.
أما دلالتها على التأييد فقد نسبت للزمخشري في بعض نسخ أنموذجه وبعضها الآخر يتفق مع الكشاف والمفصل في التعبير بالتأكيد دون التأييد. ومهام يكن فنقطة الخلاف بين ما نسب إلى الزمخشري وبين الجمهور هي: هل أن لن تستعمل على وجه الحقيقة في غير التأييد أم تختص به؟ فالجمهور يقول بالأول والزمخشري بالثاني. قال ابن مالك في التسهيل:(وينصب المضارع بلن مستقبلا بحد وبغير حد، خلافا لمن خصها بالتأييد). وانتقد رأي الزمخشري هذا بما ذكره الأستاذ هارون. واتهمه ابن مالك بأن الحامل له على دعوى التأييد اعتقاده بأن الله لا يرى في الآخرة. وانتصر له بعض المحققين وأجاب عن التناقض المزعوم في قوله تعالى: فلن اكلم اليوم إنسيا. بأن الزمخشري لا يمانع في استعمالها في غير التأييد مجازا حتى يحصل التناقض. وعن التكرار في: قل لن تخرجوا معي أبدا بأنه على تسليم وجوده لا محذور فيه؛ إذ التكرار يرد في كلام البلغاء للتأكيد. ورد على ابن مالك في توجيه تلك التهمة بقوله:(إن ذلك خروج عن منصب المباحثة؛ إذ يعد ثبوت إمامته في العربية باتفاق أئمتها كيف ينسب إليه مثل ذلك الذي لا يصدر عن الجهلة؟ فالإنصاف أن اجتهاده في العربية المسلم له المبني على تتبع مواطن الاستعمال قضى بحسب ما ظن بتأييد نفيها؛ وعليه خرج الآية الموافقة بحسب ظاهرها لمذهبه، فقد بنى مذهبه على الاستعمال اللغوي دون العكس. على أن في هذا البناء توقفا، إذ لا يمنع من التجوز في الألفاظ، فليس لما ذهب إليه كغيره من طائفته إلا الأدلة العقلية المبينة بردودها) ومما تقدم يتلخص أن لن تفيد تأكيد النفي عند كثير من المحققين كما أنها تستعمل حقيقة في الدلالة على تأييده وإن لم تتعين له خلافا لما جاء في كلام الأستاذ هارون، وأن الزمخشري لم ينفرد إلا بدعوى التعيين، على أن هذه الدعوى قد وافقه عليها ابن عطية أيضا.
طرابلس الغرب
عبد الرحمن الفلهود
نشيد العربي!!:
(اقترحت دائرة التوجيه الوطني في الهيئة العربية العليا (نشيدا يتفق مع روح الجهاد القائم