الموضوع أمثال كيتس وشلي وهنت، دون أن نخجل من تقصير أدبنا عن أدبهم في موضوع شديد الصلة بحياتنا دون حياتهم.
تحول فكري في أمريكا:
في يوم الجمعة الماضي ألقى الأستاذ فؤاد صروف محاضرة في قاعة يورت بالجامعة الأمريكية، موضوعها (الاتجاهات السياسية والاجتماعية الحاضرة في الولايات المتحدة الأمريكية) وهي حلقة من سلسلة محاضرات (العالم كما هو اليوم) التي ينظمها قسم الخدمة العامة بالجامعة الأمريكية.
بين الأستاذ المحاضر ما يسود الولايات المتحدة الآن من التيارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وقد أجملها في ثلاثة، فقال أن في حياة الولايات المتحدة ثلاثة تيارات عميقة، وهي خروجها من عزلتها، وميلها إلى تعزيز نظام الاجتهاد الحر الذي يقوم على مبدأ (وإن ليس للإنسان إلا ما سعى) بتوفير أسباب العدالة الاجتماعية، واتجاه أهل الفكر والتربية فيها إلى دراسة الأساس الخلفي الاجتماعي للحضارة الصناعية التي تعد الولايات المتحدة أتم مثال لها. وأوضح هذا التيار الفكري بقوله: أن قيام الدولة الأمريكية في قارة غنية صرف التربية الأمريكية خلال زمن طويل إلى تقديم دراسة التكنولوجيا (علم الحرف والصناعات) على دراسة العلوم الإنسانية، فالأب الذي يريد أن يقدم هدية إلى ابنه الصغير، يميل على الأكثر إلى تقديم مجموعة من الآلات يلهو بها، فيفكها ويركبها؛ وهذا الانصراف إلى تقديم التكنولوجيا على دراسة الآداب القديمة، هو الذي جعل تقديم أمريكا الصناعي شيئا يبهر النفس في سرعته وعظمته، ولست أريد أن ازعم أن طائفة كبيرة من الجامعات العريقة نبذت العناية بتقديم التكنولوجيا هي الغالبة. بيد أن طائفة من رجال الفكر أخذت تدعو إلى نهج جديد، فمشكلات العالم الحديث في رأيها ليست مشكلات معرفة وإنتاج وحسب، فقد تقدمت المعرفة تقدما عظيما وارتقت وسائل الإنتاج الصناعي والزراعي ارتقاء باهرا، فلم يغن كل ذلك في حل المشكلات الاجتماعية وزيارة سعادة الناس، ولكن المشكلات ترتد - في رأيها - إلى جهل ما للمعرفة ووسائل الإنتاج من قيمة اجتماعية، فالاجتماع البشري الذي يسير في طريق الكمال ليس يكفيه أن تكثر فيه المعرفة وان تتوافر فيه وسائل الإنتاج، بل ينبغي له أن تكون المعرفة طريقا إلى الحكمة، وان تفضي وفرة