وقد اعتمد أكثر المؤرخين على رواية أبي جعفر بن جرير الطبري المؤرخ والمفسر والفقيه الشهير، المتوفى سنة ٣١٠ للهجرة، وقد اعتمد عليه أكثر المستشرقين كذلك، نقلوا عنه نقلا بالحرف الواحد، ونقلوا عنه اقتباسا؛ فممن أخذ عنه ابن مسكويه صاحب كتاب (تجارب الأمم)، والمؤرخ المعروف (ابن الأثير) أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري عز الدين صاحب كتاب (الكامل) في التاريخ؛ المتوفى سنة ٦٣٠ للهجرة الذي اعتمد على تاريخ الطبري وضعته كتابه بعد حذف الأسانيد.
ومن المؤرخين الذين اعتمدوا على الطبري عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة ٨٠٨ للهجرة (١٤٠٦ للميلاد) صاحب كتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، والعالم الشهير المقريزي المتوفى سنة ٨٤٥ للهجرة (١٤٤٢م)، والسيوطي المتوفى سنة ٩١١ للهجرة في كتابه (حسن المحاضرة).
أما رواية الطبري فترجع إلى السري عن شعيب عن سيف عن عطية عن يزيد الفقسي، وسنتحدث هن هذه الساسلة بعد أن تنتهي من ذكر المصادر التي تعرضت لخبر عبد الله بن سبأ.
وتجد في (العقد الفريد) لأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة ٣٢٨ للهجرة روايات عن عبد الله بن سبأ وعن أتباعه السبأية الذين قال عنهم: (السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ عليهم لعنة الله، وفيهم يقول السيد الحميري:
قوم غلوا علىّ لا أبا لهم ... وأجشموا أنفسا في حبه تعباً
قالوا هو ابن الإله جل خالقنا ... من أن يكون له ابن أو يكون أباً
وقد أحرقهم على رضى الله عنه بالنار).
وقد ذكر ابن عبد ربه رواية أخرى نسبها إلى الشعبي في حديث له مع مالك بن معاوية جاء فيها (أحذرك الأهواء المضلة وشرها الرافضة، فإنها يهود هذه الأمة، يبغضون الإسلام كما ببغض اليهود النصرانية، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله، ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم، وقد حرقهم علي بن أبي طالب رضى الله عنه بالنار ونفاهم إلى