وبعد أن أفاض المحاضر في شرح تلك المبادئ من الوجهة العملية وبيان ما يؤخذ على الرأسمالية وما تعاب به الشيوعية قال: تتسرب أخبار هذه المبادئ إلى مصر وإلى سائر البلاد العربية، فتشغل الأذهان بالتفكير في أيها يصلح أن يقوم عليه النظام الاجتماعي عندنا. وأسلم سبيل أن نسعى وراء أمر واحد، هو العدالة الاجتماعية، فنسعى لرفع مستوى الحياة عامة، وتحقيق العدل بين الطبقات، ونستطيع أن نضع خطوطا عامة لتحقيق العدالة الاجتماعية فيما يلي:
١ - التخلص من السيطرة الأجنبية التي هي سبب ما نحن فيه من جهل وفقر ومرض.
٣ - ضمان العمل لكل مواطن ورفع الأجور ووضع حد أدنى لها بحيث يكسب العامل ما يقوم بجميع حاجاته.
٤ - أن نعطى المواطنين فرصاً متساوية، وذلك بتميم التعليم والتداوي، بحيث يكون كل منهما ميسواً لكل فرد من أبناء الأمة.
٥ - الضمان الاجتماعي بجميع أنواعه، كالتأمين من العجز عن العمل والشيخوخة ورعاية من يتركهم المتوفى من الأولاد وغير ذلك.
وحذر في ختام الحاضرة من الاستجابة للدعوات الهدامة لما فيها من خطر التدخل الاستعماري، إلى مخالفتها للأديان ونظام الأسرة، وإلى ما تؤدى إليه من الحجر على الحرية العامة بالنسبة للأفراد، لأن الحكومة فيها هي صاحبة الحرية المطلقة؛ ودعا إلى التزام الحيدة في المبادئ الاجتماعية وفي السياسة العالمية.
تعقيب:
ومما يلاحظ أن المحاضرين الآخرين في الاتجاهات السياسية والاجتماعية في البلاد الغربية، كانوا يصفون الاتجاهات (الحاضرة) أما صلاح الدين بك فقد كان مجاله - كما رأيت - شرح المبادئ العالمية، وبيان ما يجب أن تكون الحال عليه عندنا؛ ويخيل إلي أنه عمد إلى ذلك فراراً من حوج الكلام في حالنا التي تبلغ غاية السوء، وماذا يقول؟ إن جميع تلك المبادئ تضع رفع مستوى المعيشة العام في مقدمة ما تعنى به، فأين نحن حتى من