للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأمثال والمواعظ كانوا يتكلمون عن عالم لا صلة له به ولا وجود له في حياته.

الاتجاهات الاجتماعية في العالم العربي:

كان موضوع (الاتجاهات السياسية والاجتماعية الحاضرة في العالم العربي) أو بعبارة أدق كان استيفاء الكلام في هذا الموضوع، آخر حلقة في سلسلة (العالم كما هو اليوم) التي نظمها قسم الخدمة العامة في الجامعة الأميركية، فمنذ أسابيع تحدث فيه الأستاذ محمد صلاح الدين بك، وأوردنا خلاصة حديثه في حينه، وكان كله في الاتجاهات السياسية، أما الشق الثاني من المحاضرة وهو الاتجاهات الاجتماعية فقد ضاق عنه الوقت في المرة الأولى، فكان موضوع الحديث الذي ختمت به السلسلة في يوم الجمعة الماضي بقاعة يورت التذكارية.

قال إن الهدف الذي يرمى إليه العالم العربي الآن هو التمتع بالاستقلال والحرية، والتمتع بالحياة الدستورية الديمقراطية التي تقوم على سلطة الأمة، وتهدف إلى أن تحيا الأمة حياة إنسانية كريمة؛ والعالم الآن تسوده مبادئ اجتماعية، هي في نفس الوقت اقتصادية، يقصد بها تحقيق سعادة الناس؛ وهي الرأسمالية التي تمثلها أمريكا، والشيوعية التي تتمثل في روسيا، والاشتراكية كما طبقها الحكومة البريطانية، ومدار الخلاف بين هذه المبادئ على الإنتاج والتوزيع. فالرأسمالية تقوم على الحرية في السعي وترك ثمرات العمل لأصحاب الجهود، والمبدأ الشيوعي يجعل المجموع الذي تمثله الحكومة يملك كل شئ، وتوزع المنتجات على الجميع، ولكن هل تقسم بالمساواة المطلقة، أو على حسب الحاجة؟ الواقع أن ما يجري في البلاد الشيوعية يحجبه (الستار الحديدي) الذي يمنع تسرب الأخبار الحقيقية، على أنه يؤخذ مما يرد من الأخبار أن الملكية الآن في روسيا موجودة في غير أدوات الإنتاج، كالمنازل والأثاث، أما أدوات الإنتاج كالأراضي الزراعية والمصانع، فلا يملك الأفراد شيئا منها؛ وكل يأخذ على حسب جهده، ورجال الفكر وأهل الفنون هم أحسن الجميع حالا لكثرة مكاسبهم. وأما الاشتراكية المعتدلة فهي التي تطبقها الحكومة البريطانية وهي طبعا تقر الملكية الفردية، ولكن مبادئها تتمثل في تأميم بعض المرافق، أي تنظيم الحكومية له وقيامها عليه، وبقية المرافق يقوم بها الأفراد والشركات، كما تتمثل في رعاية الحكومة للطبقات الفقيرة وفرض الضرائب التصاعدية وغير ذلك.

<<  <  ج:
ص:  >  >>