هذا وهناك من يرى أن المادة المنصهرة التي تخرج في نهاية الثوران مصدرها (جيوب) في أسفل القشرة الظاهرة، وتوجد هذه بكثرة في الجهات المرتفعة حيث يكون الضغط قليلاً.
غلطات شائعة
لا زلت حتى الآن، وأنا أكتب هذا المقال، أذكر كيف كنا نحفظ تعريف البركان بأنه (جبل يخرج ناراً ودخاناً) ولعلي لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هناك اليوم من لا يعرف إلا هذا التعريف للبركان.
البركان ليس جبلاً. وقد جاء في تعريفي الأول للبركان، أنه فتحة أو شق في ظاهر الأرض يوصل بينه وبين الباطن، وليس الشكل المخروطي الذي هو حقيقة شبيه بالتل أو الجبل إلا المقذوفات والأتربة التي قذفها البركان، فتساقطت وانحدرت حول الفتحة البركانية مكونة هذا الشكل المخروطي.
وليس البركان جبل نار. إذ أن ذلك الذي يراه الناس فيحسبونه ناراً ليس إلا خطأ أو خداعاً نظرياً لأن انعكاس لون باطن البركان المتوهج على الغازات المتصاعدة يوحي إلى الناظر أن المتصاعد نار. ويجب أن نعرف أن هناك بين النار والتوهج فرقاً عظيماً فقد تكون قطعة من الحديد تتوهج احمراراً من الحرارة ولكن لا يصلح أن نطلق عليها اسم نار.
وهناك من يقول بأن البركان يخرج دخاناً وليس هذا القول صحيحاً، لأن ذلك الذي يطلق عليه اسم الدخان ما هو في الحقيقة إلا بخار الماء المتصاعد من باطن الأرض بفعل حرارتها عند ثوران البركان. كذلك لا يشترط في ثوران البركان أن يحدث الانفجار من أعلى المخروط أو بمعنى آخر أن تكون الفوهة في أعلى المخروط، لأنه يحدث كثيراً أن تكون الفتحة جانبية وأن يكون للبركان الواحد أكثر من فوهة واحدة.
ويحسن بي الآن قد انتهيت من الكلام على البراكين أن أذكر ظاهرة طبيعية تقترن بثورانها، وهي الاهتزاز الذي يحدث في المنطقة المحيطة بالبركان الثائر، وهذه يطلق عليها اسم الزلزال البركاني، وهذا النوع من الزلزال ولو أنه محلي إلا أنه عنيف، وقد يحدث تلفاً وأضراراً عظيمة كما حدث في زلزال جزيرة (في خليج نابلي) سنة ١٣٨٨ الذي أهلك ألفي نسمة.