للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الوسائل وملكنا الأسباب!)

ولا أراني في حاجة إلى قدر كبير من الأولمعية لأدرك أن المقصود من المقال هو هذا الختام الذي انحسرت عنه تلك الروح الطيبة. . وقد استعان على إبراز هذا المقصود بعبارات التهكم من مثل (أم في إظهاره قبل الإعداد؟!) كما استعان على ذلك بنقط التعجب وعلاماته التي حرصت على إثباتها في مواضعها. وعلى ذلك نستطيع أن نقول إن هذا المقال من أسلحة كتلة الشيوخ. فهو يشبه (مشروع مارشال) من حيث أن كلا منهما يرمي إلى مكافحة الكتلة الأخرى. . فكأنه يقول: هؤلاء الشباب الذين يتطاولون علينا - ماذا يريدون منا؟ وماذا نصنع لهم؟

ولكي أثبت للأستاذ الحكيم حيادي وبراءة هذا الذي أكتبه من تلك الناوشات التي لن تفضي إلى حرب ذرية على أي حال - أسارع فأقره على حيرته وحيرة الشيوخ فيما يصنعون لهؤلاء الشباب) وإن في هذه الثروة الأدبية الضخمة التي كونها أدباء الجيل، لمدرسة الشباب، وقد تخرجوا فيها فعلا، فما هو الإعداد إن لم يكن هذا؟ أيعقدون لهم فصولا في النصح والإرشاد؟ ولا أخفي أنني أبتسم عندما أسمع أن كبار الأدباء قصروا نحو الجيل الجديد وأن عليهم أن يأخذوا بيدهم. . إلى آخر هذا الكلام الذي لا أرجعه إلا إلى العي. . .

على أن هناك جانبا عمليا لا يملك كل الكبار فيه شيئاً، وهو النشر والتشجيع على الإنتاج. ومن الحق أن أقرر أن من بيدهم شيء من ذلك نراهم يشجعون كثيراً من الشبان الناضجين ويقومونهم، وإن كان بعضهم يقصر عنايته على بطانته والسائرين في ركابه. .

ولا أريد أن أسترسل في ذلك الذي جرتني إليه دعوى ذوي العي والراغبين في الوصول دون عناء. أما ذوو الكفاية والكرامة من الشباب فما تلك دعواهم، إنما هم يشقون طريقهم بأقلامهم، لا ينتظرون من أحد معونة ولا يداً، وهم إزاء ما يشاهدون من إسعاف الكبار، يرون أنهم أقدر على تلبية روح عصرهم الجديد، فإن لم يتيسر لهم ذلك الآن فهم في الطريق إليه.

أما النقد الأدبي، وقد تخلى عنه الكبار لأسباب منها: المجاملات الشخصية، والرغبة في الدعة الذهنية؟ فإن الشاب يحاولونه. وتعوقهم عوائق كثيراً ما تأتي من الشخصيات التي يتناولها النقد؛ فما يكاد يظهر نقد في صحيفة حتى يصيح المنقود: هؤلاء الشباب الذين لم

<<  <  ج:
ص:  >  >>