للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقف قلبها. ماذا تعمل الآن. وكيف ندفع عنا شر هذه الخاتمة المشئومة. ثم أخذت تستر جسم الفتاة بغير أن تنزع عن وجهها ذلك القناع.

أما هو فبعد أن غسل يديه كما يغسل القاتل يديه من دم قتيله صاح: كيف حصل هذا؟ وما عسى أن نفعل بعد ذلك؟ لقد قضى الآن علي وعلى اسمي وشهرتي، وابنتي التي تعلم أنني رجل شريف ماذا يكون الآن حكمها عليّ؟ ثم تحقيق النيابة ثم محكمة الجنايات. . اسمعي يا دوبو: قولي إذا سئلت أنها لم تكن حاملاً وأنها. . ولكن القابلة أفهمته أنه لن يصدّقها أحد ثم ذكرته بأهلها الذين قد لا يسكتون أيضاً. وعند ذلك تضاعف يأسه وتذكر ذلك الخطاب الذي نوهت له به فطلبه منها لعله يهتدي منه إلى مكان أهل الفتاة، وربما إذا غمرهم بالمال اكتفوا ووقفوا عن الشكوى.

ولكن ما كادت تقع عيناه عليه وأصابعه ترتجف وعرقه يتصبب حتى صرخ صرخة دوت لها الغرفة ثم أسرع فنزع ذلك القناع، فإذا بتلك الفتاة ليزا ابنته!

ولا تسل بعد ذلك عما حلّ به فقد أخذ يلطم خديه ويدق صدره ويدفع رأسه دفعاً شديداً في الحائط كمن جُنّ. وأخيراً جحظت عيناه فأخذ مبضعاً قريباً منه وغيبه في صدره حيث سقط ميتاً بعد أن جر ابنته إلى جانبه عند سقوطه.

محمود خيرت

<<  <  ج:
ص:  >  >>