للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرومي في الإجادة وما كان يستحق من الناشر هذا التنكير بقوله عنه (أحد الشعراء). . . وصحت البيت الأخير من أبيات (الناشيء) كما يلي:

وتخلط يونانا بقحطان ضلة ... لعمري لقد باعدت بيهما جداً

ويظهر أن الكندي مبتلي باضطراب الناس في حياته وفي آثاره وفي قيمته الفلسفية؛ فالدكتور مدكور يقول عنه إنه كان ممهداً للفلسفة الإسلامية ولم يكن فيلسوفاً. والدكتور أبو ريدة يقول عنه إنه كان فيلسوفاً بالمعنى الواسع الذي يتمثل في فلاسفة اليونان. والمرحوم الشيخ مصفى عبد الرازق يقول إن ما بأيدينا من آثاره لا يمكن من استخلاص مذهبه الفلسفي نسقا كاملا. وأغرب ما في هذا الاضطراب أن شهرة الكندي كانت موضعاً للخلاف عند الناس. حتى أن الدكتور الأهواني يقرر في ص ٣٦ أنه كان عديم الشهرة، وأن رداءة أسلوبه كانت علة في عدم شهرته. وأين هذا من قول الناشر نفسه في صفحة ٣٨ بأن الكندي اشتهر بالفلسفة، وكأنه بهذا يناقض نفسه. . . وأين هذا من قول القفطي عنه: (إنه المشتهر في الملة الإسلامية بالتبحر في فنون الحكمة الخ).

بقيت كلمة واحدة في مقدمة الدكتور الأهواني لرسالة الكندي في الفلسفة الأولى، فقد بلغت من وضوح المقاصد وسلامة المنهج وسهولة التعبير مبلغاً نهنيء الأستاذ عليه، وخاصة إذا قيست بالرسالة نفسها وما فيها من غموض في بعض المواطن. وكأن الدكتور الأهواني يعني أن يقول بهذا الوضوح المقصود أن الغموض التعبيري ليس دائماً من أدوات الفلسفة ولا من لوازمها.

محمد عبد الغني حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>