فيتناول الكتاب أهم الآثار القائمة فيقدم للاثر لمحة سريعة عن تاريخ حياة صاحبه، والأحوال التي بنى فيها الأثر، والآراء التي أثيرت حوله، ويرد عليها، ثم يدرسه من الناحية المعمارية، ويشرح الأساليب الفنية التي اتبعت فيها، والتأثيرات الغريبة التي اقتبسها الفنان المسلم بعد أن صقلها بما يلائم ذوقه وفنه ودينه
وبالرغم من أن الفنان المسلم كان منكراً لذاته، معتزاً بفنه، فلم يكن كثير الاهتمام يذكر اسمه على كل العمائر التي بناها، أو التحف التي صنعها، إلا أن المؤلفة تشاء أن ترد إليه حقه واعتباره الأدبي فتقول:(ويبدو لي أن الفنان المسلم الذي عاش في تلك الأيام كان عاشقاً للجمال لذاته، بل كان مخلصاً في محبته لنتاجه، فنرى مثلا صانع الفخار المصري بفرغ غابة الجهد في العناية (بشابيك القلل) وهو يعلم تماماً أنها خافية محجوبة عن الناظرين). . .
وترد على الذين يتهمون المسلمين بهدم عمائر غيرهم ليحصلوا منها على مواد البناء:(حقاً أن المسلمين كانوا يستولون على أعمدة الكنائس المسيحية والمعابد المصرية القديمة ليستعملوها في عمائرهم. . . ولكن مسيحي إيطاليا كانوا أيضاً يتبعون نفس الطريقة، فدمورا المعابد الرومانية الكلاسيكية ليحصلوا على أعمدتها). . .
وطالما نقدت احتلال القوات الانجليزية للقلعة واستعمالهم مسجد الناصر محمد بن قلاوون (ففي سنة ١٨٨٥ كان هذا المسجد محولا إلى سجن حربي، إلا أن أحد الضباط الانجليز زاد الأمر سوءاً فحوله إلى مخزن للذخائر في سنة ١٩١٥ فبات عرضة للنسف بين لحظة وأخرى فيختفي من عالم الوجود أثر فني جميل).
على أن طول الاحتلال للقلعة ترك هذه المنطقة بكراً، في حاجة إلى الكشف والتنقيب (فان دراسة الأستاذ كريزويل لم تتعد الأجزاء الشمالية من قلعة صلاح الدين، أما الأجزاء الجنوبية الغريبة من القلعة فقد عثر فيها على طغراء قايتباي وبعض الأقبية والعقود التي ترجع إلى القرن الرابع عشر مما يثبت لنا وجود عمائر في هذه المنطقة).
وبعد أن أفاضت في شرح نواحي القوة في عظمة العمائر الطولونية، وفخامة المساجد الفاطمية، وجمال المدارس الأيوبية، وجلال القباب ورشاقة المآذن المماليكية، تكلمت عن