الفن الإسلامي في مصر إبان الحكم التركي، وأبانت كيف أن البلاد أصيبت بنكبة فنية قاسية على يد السلطان سليم الأول.
ويحدثنا التاريخ عن أن الأتراك ملؤوا سفائن من الفسيفساء ومصبعات الرخام وتحف خشبية منقوشة الخ. . . وحشدوا معها زبدة الفنانين المصريين وأرسلوهم إلى القسطنطينية - وأن واحدة على الأقل من هذه السفائن قد غرقت بما فيها من حمل غال ثمين.
وتنفرد دار الآثار العربية بمجموعتها المشهورة من المشكاوات الأسلامية. وتود المؤلفة أن توجه نظر القارئ ألى هذه الثروة الفنية الرائعة وتلح عليه بزيارتها والاستمتاع بجمالها. . . والحق الذي لا مراء فيه أن القاهرة تفخر بامتلاك كنزين ثمينين لم تر الدنيا مثلهما: هذه المشكاوات، وكنوز توت عنخ آمون.
والكتاب من بواكير إنتاج (دار النشر للجامعات المصرية) أخرجته في ثوب فني قشيب تنافس به كبريات دور النشر الأوربية ومحلى بحوالي نيف ومائة صورة لمختلف العمائر والتحف الإسلامية أكثر من عمل الأستاذ كريزوبل، وخريطة مساحية كبيرة مبين عليها مواقع الآثار في مدينة القاهرة، وقائمة طويلة باسماء وتواريخ أهم الآثار الإسلامية بالقاهرة مرتبة حسب التدرج الزمني.
والكتاب رغم أنه جامعي في دراساته التاريخية الأثرية، إلا أنه وضع في أسلوب رشيق جذاب وبطريقة يفيد بها المثقفين عموماً، والزائرين أصحاب الوقت المحدد، وعشاق الفنون الإسلامية المشغوفين بها.