يجلسو عليها وقت القداس، ثم بعض صلبان طليت بالأحمر، وبقايا صورة حائطية، ونقوش عديدة.
ونظام الخلوات على طريقة القديس باخوميوس، أي خلوات مشتركة؛ فتتضمن الحجرة سريرين أو ثلاثة أسرة من البنيان.
ويظهر بعض الرسوم حالة المسيحيين حينذاك. فيبدو فيها آثار مصر القديمة وذكرى عهد وثني غير بعيد.
اكتشف علماء الآثار مناطق اعتزال الرهبان فعلا، كما أنهم وصلوا بفضل النقوش وغيرها إلى معرفة الكثير من عاداتهم وعادات عصرهم. ولكن دائرة الفكر والعقيدة بقيت مغلقة. فهل قدّر لهذا الكشف أن يفتح لنا ما أغلق؟ إن الأستاذ شارل بشتلي يعد تقريره ليرفعه إلى جمعية الآثار القبطية، فنرجو له التوفيق.
عدلي طاهر نور
فلسطين والأدب:
فلسطين. . . اسم إذا ذكر دمعت العيون وتحرقت الأكباد وانفطرت القلوب، لا من بغي الصهاينة ووحشيتهم، ولا من شد أزر الدول الأجنبية لهم، فلم يجل بخاطر عربي ومسلم يوماً أن يترك الصهاينة عدوانهم وشرهم، أو يهجر الإنكليز خداعهم ومكرهم، أو يعدل الفرنسيون عن خصومتهم وجنونهم، أو يُعرض الامريكان عن تألبهم علينا (وحرانهم). . ولكن الذي تتقطع النفس عليه حسرات هو هذا الجمود الذي ران على عقول بعض الكبار فأبلاها، وتغلغل إلى حبات قلوبهم فأقساها، حتى غدوا لا يمدون فلسطين في هذه المحنة العصيبة إلا بخطب وبيانات ووعود وتصريحات، والشعوب مهتاجة، والأعداء يبطشون، والدنيا تنظر، والتاريخ يرتقب، ليروا ماذا نحن فاعلون!
فمن واجب الأدباء وقادة الفكر إزاء هذا أن يشعروا هؤلاء بواجبهم وينهضوا بهمهم ويشحذوا من عزائمهم. وللأدب في هذا الميدان جولة وصولة؛ فهو الذي يفصح عن رأي الشعب ويبين عن شعوره، ويفتح العيون الساهية على الواقع المرير، ويعرك بعض الآذان لينتبه أصحابها فيشعروا بشعور الناس ويفكروا بعقول الأمة ويتقدموا بعزيمة الشعوب. . .