للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وها قد شق الأستاذ (الزيات) للأدباء الطريق وضرب أحسن المثل، واستن الأستاذ (نقولا الحداد) هذه السنة الحسنة

والأمل أن يسير أدباؤنا في هذا الركب وينهجوا هذا النهج. فطوبى لمن حطم الكأس وكسر الدف وودع الحب وهجر الروح وتقدم إلى حلبة الكفاح ليذكي النار ويلهب النفوس واهباً قلبه وقلمه (لفلسطين) حتى يأتي نصر الله. إلا أن نصر الله قريب.

المعادي

(فتى الفيحاء)

الاتجاهات الدينية في الفلسفة الحديثة:

هذا هو موضوع المحاضرة القيمة التي ألقاها الأستاذ البطاوي في دار جماعة ابن رشد الثقافية في الأسبوع الماضي. وقد استحق الأستاذ منا الإعجاب والتقدير حينما عالج هذا الموضوع برغم خطورته حيث تكلم عن الفوضى الإجتماعية والتضارب الفكري والمذهبي بعد الحرب الثانية، وحيث تكلم عما يبدو - (بعد اكتشاف السلاح الذري) وقوف الدول الكبرى صاحبة الأمر والنهي عليه، وعن خشية الإنسانية من الفناء إن هي أقدمت على حرب عالمية أخرى - ما يبدوا بعد كل هذا وغيره من بشائر تتجه بالفلسفة الحديثة اتجاهاً شاملا سريعاً نحو الدين لكي تنقذ الإنسانية بوضعها إياها في حماه الأمين، وخاصة بعد أن تحقق كثير من الباحثين أن الفلسفة المادية تهوي بالمثل العليا إلى الحضيض وتدفع بالأمم إلى الأنانية البغيضة والتشاحن الذي يؤدي إلى الحروب والهلاك.

على هذا النمط سار الأستاذ في محاضرته مستشهداً بأحدث الآراء في الشرق والغرب للفلاسفة والباحثين في هذا الموضوع مقارنا بينها وبين أقوال القدماء عقب الحرب السبعينية وبعد الحرب العالمية الأولى ليخلص من كل هذا إلى تلك النتيجة الخالدة: وهي أن (الفلسفة الحديثة بدأت بالفعل تتجه اتجاهاً دينياً).

إلا أن إعجابنا بمقدرته لا يمكن أن يحملنا على التغاضي عن خطأ أو سهو عرض في أثناء الحديث عن (الأثنينية) وأحب أن يتفضل فيحدد موقفه منه على صفحات هذه المجلة الغراء؛ فإن له من الأهمية والخطورة ما يدركه كل دارس للفلسفة الحديثة فلكنا يعرف أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>