ديكارت لم يكن (دخيلا) على (الأثنينية) كما ذكر المحاضر في كلامه عن الفلسفة في فجر نهضتها الحديثة؛ بل نعرف أنه كان (أثنينيا) إلى أبعد حدود (الاثنينية)، وهو يعد حقاً وليس زعما كما قال - مؤسس الإثنينية التي تقول بوجود الروح مع وجود المادة في العصور الحديثة. وما كان هذا ليخفي على باحث مثل الأستاذ المحاضر يعلم تمام العلم أن جمهرة مؤرخي الفلسفة يعدون ديكارت مؤسس الفلسفة الحديثة، ويعلم من كتب ديكارت نفسه - كما ذكر في محاضرته القيمة أنه مؤمن بالله وبخلود الروح، أما جهلنكس الذي أثنى عليه الأستاذ وقدمه على ديكارت، فإني لست أعرف له من فضل سوى أنه هذب أقوال ديكارت في الأثنينية وعدّلها إلى مذهب أو (الإتفاقيين).
أما أن يكون الدخيل أصيلا والأصيل دخيلا فهذا أمر لا يستقيم أبداً ولا يمكن أن ترتاح إليه نفس.