وقد عاش في بغداد وكانت داره من الدور المقصودة، وملتقى طلاب العلم. ولابد لنا من ذكر عبارة الكشي عن (عبد الله ابن سبأ) لنتمكن من تكوين فكرة عنه وعما ورد فيه
وقد أخذ الكشي روايته هذه - على ما يقوله - عن ابن قولويه عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القميّ عن محمد بن عثمان العبدي عن يونس بنعبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبيه، وتنتهي هذه السلسلة بالإمام جعفر الصادق المتوفي سنة ١٤٨ للهجرة. والمعاصر للخليفة العباسي المنصور.
جاء في كتاب معرفة أخبار الرجال أن الإمام قال (إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال نعم أنت هو، وقد كان ألقى في روعي أنك أنت الله وأني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك! قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال إن الشيطان استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك).
وذكر رواية أخرى هي أن الإمام جعفر الصادق ذكر عبد الله بن سبأ فقال (لعن الله عبد الله بن سبأ! إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً. الويل لمن كذب علينا؛ وأن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم؛ نبراً إلى الله منهم).
إلى أن قال (ذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو فقال بعد إسلامه، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في عليّ عليه السلام مثل ذلك. وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم، فمن ههنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية).
والعبارة الأخيرة هي نفس العبارة التي ذكرها النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) عن عبد الله بن سبأ، وحيت أن الشخصين كانا متعاصرين، فمن الجائز ان يكون قد نقل أحدهما عن الآخر، غير أن مقدمة خبر كل واحد منهما عن (عبد الله ابن سبأ) وعن السبائية تدل على أنهما معا من مصدر آخر لعله أقدم من مصدرهما. والظاهر أنهما أخذاه عن كتاب لا رواية لأن الكشي يسلك سبيل الأخباريين والرواة فيذكر عادة في كل رواية سلسلة الرواية،