ولم يفعل ذلك في هذه العبارة التي يظهر أنها كانت عبارة كتاب آخر وأنهما نقلاها نقلا يكاديكون حرفياً من (ذكر بعض أهل العلم) إلى آخر هذه الفقرة. ولعلهما نقلا ذلك عن كتاب آخر يعود إلى سعد بن عبد الله الأشعري القميّ المتوفي سنة ٢٩٩ أو ٣٠١ للهجرة، وهو عالم له مصنف في هذا الموضوع.
ومما يستحق الملاحظة كذلك أن النوبختي كان قد ذكر في آخر خبره عن السبأية أن عبد الله بن سبأ لما بلغه خبر مقتل الإمام عليّ وهو بالمدائن (قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلا، لعلمنا أنه لم يمت، ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض).
وهذه العبارة قريبة في المعنى من العبارة التي ذكرها الجاحظ في كتابه (البيان والتبيان) والتي نسبت إلى جرير بن قيس، ولعلهما أخذا من منبع واحد واستعمل كل واحد منهما العبارة التي اختارها لهذا المعنى.
وتجد في كتاب (الفرق بين الفرق) لعبد القاهر ابن طاهر البغدادي المتوفي سنة ٤٢٩ للهجرة ذكراً (لعبد الله ابن سبأ) في معرض حديثه عن الفرق ومنهما فرقة (السبأية) اتباع عبد الله بن سبأ وقد سماهم (السبأية) وقد عرفت هذه التسمية بهذه الصورة في كتب أخرى. وقد نقل عنه (أبو المظفر عماد الدين شاهفور طاهر بن محمد الاسفرائيني المتوفي سنة ٤٧١ للهجرة. نقل عنه نقلا يكاد يكون بالحرف. لذلك يكرر ما ذكره البغدادي في هذا الباب. واختص عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الرسغي من رجال القرن السابع للهجرة كتاب البغدادي وأدخل ما ذكرة البغدادي في كتابه.
ويعد كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني المتوفي سنة ٥٤٨ من أهم المراجع التي تعرضت لبحث (عبد الله بن سبأ) وأتباعه (السبائية) وقد اعتمد عليه جماعة من العلماء منهم الإيجي المتوفي سنة ٧٥٦ للهجرة وعلى الأخص المقريزي المتوفي سنة ٨٤٥ للهجرة. الذي نقل عنه نقلا حرفياً؛ ثم المؤرخ الشهير ابن خلدون المتوفي سنة ٨٠٨ للهجرة. والجرجاني المتوفي سنة ٨١٦ للهجرة صاحب (شرح المواقف).
ونضيف إلى هذه المراجع ما ذكره ابن حزم الظاهري المتوفي سنة ٤٥٦ للهجرة في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) وقد دعاهم (السبابية). وما كتبه أصحاب الكتب