ليعتدي على بعض قوانين أخلاقية أو شرعية) وإن التشبث والإصرار على هذين المبدأين هو الذي يسبب - في الغالب - ذلك السخط على فرويد. ولا نرى في الحقيقة سبباً للانزعاج أو الشك في هذه البيانات.
ومن المحقق أن أي شخص متأمل، أمين في تأمله، سيعترف بأنه غالباً ما يتمنى امتلاك ما ليس في حوزته، ويرغب في حوادث وعواطف يعرف أنها مطابقة لسبل حياة الزمن الحاضر ولا يمكنه امتلاكها. وما نسميه رغباتنا الشرعية أو القانونية لا نبكبتها بل نعبر عنها ونصرّح بها، ونحاول أن نحصل عليها أو على الأقل نسمح لها ببعض الأشتراك في حيواتنا. وإن مجرد الرغبات في الأشياء الممنوعة هي التي نخرجها من عقولنا، ظناً منا أننا بعملنا هذا قد نحوناها وحطمناها. ولكن هذا يبدو مريعاً ومبهماً.
وإنها لتبدو أقوى بنوع ما مع القوى الخبيثة المكتئبة. وستجد طريقها إن لم يكن في حياة يقظتنا إذن ففي نومنا.
نحتاج فضلاً عن ذلك إلى أن نفهم أن هناك محتويين لكل حلم، كما كانت آراء المفسرين مثل يوسف. فهناك المحتوى الحرفي أو الظاهر، إذ تحلم بحصان شرس. والمحتوى المجازي أو الكامن في مثل هذا الحلم، هو التعبير عن رغبة جنسية غير قانعة طبقاً لتفسير فرويد.
والمعنى الكامن كثيراً ما يبدو للحالم محرَّفاً، أو متنكراً لكي يستطيع المرور من (الرقيب) الذي يدل عليه اسمه، والذي يحاول في النوم دائماً أن يُخفي العناصر غير المناسبة عن عقولنا. هنا يأخذ فرويد على نفسه مسئولية ما ذكرناه آنفاً بأن جميع رغباتنا المكبوتة مخجلة وفاضحة لنا كمتمدينين، فهي في النوم لا يمكن أن تظهر بدون تحريف. فيلزمها إذن أن تتقنع
تأويل بسيط:
هنا الكثير مما يشمئز منه الشخص المحافظ على التقاليد، ويحجم عن قبوله، ولكن حينما يبدأ التأويل يكون هناك الرفض العنيف، أو الإستخفاف، أو السخرية من قبَل الكثير، لماذا تكون الحية والشمسية وسيقان الورد المستقيمة وغيرها من الأشياء البريئة لماذا تكون في الأحلام رُموزاً للأعضاء المستترة من جسم الإنسان؟ ولماذا يكون الحلم الذي فيه خيل،