ونستيقظ فنجد أن غطاءنا منزلق عن السرير، الأمر الذي نالنا منه برد شديد.
أو أننا قد نرى حلماً من تلك الأحلام التي نعيش فيها كما لو كنا في نعيم؛ كأن نكون مثلاً محلقين بلطف وبشكل توقيعي في أجواء الفضاء الفسيح. وإنه لبسيط كما أنه ممتع، فماذا علينا لو قلنا لأصدقائنا كيف يعملون مثلنا؟ ولكن للأسف، لقد فقدنا اللعبة حالما استيقظنا من النوم. والتفسير الصائب المعقول حسب نظرية برجسون ليس إلا نسمة في الغرفة قريبة منا تداعب الفراش أو قميص نومنا ذاته. ولكن أرجلنا لم تستند على الأرض، فنشعر في غير وضوح بهذه الحقيقة. ولا يمكن أن نكون سائرين فتفعل ذاكرتنا الباقي، إذ تؤلف القصة، ونرى أنفسنا طائرين. والاعتقاد بأن ما نأكله يؤثر في الغالب في أحلامنا ولاسيما في جعلها غير سارَّة، يتصل تقريباً بهذه النظرية. والإحساس في هذه الحالات هو المضايقة التي يسببها عسر هضم ينشأ من أكلة ثقيلة.
ولنرجع الآن إلى الرجل الذي قلب نظام الاتجاه نحو الأحلام؛ ليس هذا مجال الأشارة إليه إلا فيما يتعلق بما مضى، والتأثير الهائل الذي له على الفكرة اليوم؛ العبارات والتعبيرات التي أبدعها موجودة تقريباً في كل ما يتصل بآداب العصر الحاضر؛ والمواد التي كتبت مرة لتبرهن على أنه كان ذا تأثير في الأدب غير مرغوب فيه، مهنته العلاجية استعملت لكي تكون ضد اختيار طرائفه في التدريب. ولكن تأثيره لا يزال مستمراً سواء كان للخير أو للشر.
كثيراً ما نظن عن الحلم أنه مشوش ومقلق لنومنا، ولكنه بالنسبة لنظرية فرويد يُعد بمثابة حارس. فالحلم يقي النائم من الاستيقاظ، سواء بواسطة منبهات خارجية لحواسه، أو بواطسة منبهات داخلية تهيئها انفعالات، أو أفكار غير سارَّة. ومثل الحلم كمثل أم تقول لطفلها الذي تعرف أن أصواتاً أو مشاهد غير عادية تخفيه (لا تخف، إنه لم يكن إلا الهواء يداعب الأغصان)
كل حلم يعبر عن رغبة:
لكي نفهم هذه النظرية على حقيقتها يلزمنا أن نضع نصب أعيننا بضع قواعد ثابتة: كل حلم يعبر عن رغبة، والحلم الرمزي هو إشباع مستتر لرغبة مكبوتة. وفي الأحلام ننال ما تصبو إليه نفوسنا أخيراً، ولكن - (ليس هناك حلم واحد لا يمكن أن يظهر بواسطة التحليل