أقلام طائفة من الكتاب على الغض من شأن القطع الفنية، بحجة أنها وليدة مناسبات كانت راهنة، وأكثر ما اتجهت إليه سهام هذا النقد شعر المراثي والمدائح ونحوها).
وناقش الأستاذ تيمور هذه القضية إلى أن قال:(والمقياس الصحيح للفصل في تلك القضية الأدبية أن الفنان بين حالتين:
(حالة قدرة على استحياء الموضوع أيا كان، واستجابة حقة للاستنامة الذاتية التي يحيا بها الموضوع في قرارة النفس. وفي هذه الحالة من القدرة والاستجابة ينجلي التعبير وتتبين مرتبته: غثاً كان أم سمياً.
(وأما الحالة الأخرى فهي حالة الحمل على النفس، وتكليفها أن تستشعر ما لا تحس، دون أن تكون منها استجابة، ودون أن تأذن للموضوع بأن يحيا بين حناياها حياة حقة. وفي هذه الحالة الأخرى يخرج التعبير سقطاً لا روح فيه، وفجا لا مذاق له، يبدو عليه أثر التصنع والكذب).
الفن المعاصر:
أقام جماعة من الشباب الفنانين المصرين، معرضاً لأعمالهم في التصوير والنحت بدار إدارة خدمة الشباب تحت رعاية معالي وزير المعارف، وقد افتتحه معاليه في الأسبوع الماضي، ويشرف على المعرض الأستاذ حسين يوسف أمين وهؤلاء الشبان (جماعة الفن المعاصر) هم: ابراهيم مسعودة، وكمال يوسف، وسمير رافع، وعبد الهادي الجزار، ومحمود خليل، وسالم عبد الله الحبشي، وماهر رائف، وحامد ندا، وهم جميعاً يتجهون بفن التصوير اتجاهاً جديداً يساير التطور الفكري وينتفع بالثقافات الحديثة، فلم يعد الفن المعاصر يتمشى مع مجرد تسجيل المناظر للهو والرفاهية وإنما هو يقوم على غزو الطبيعة وسيطرة العلم والوعي بالأوضاع الاجتماعية وبمدى ارتباط الفن بالحياة.
وهؤلاء الفنانون، وإن جمعتهم مدرسة فنية واحدة، يسلك كل منهم في إنتاجه مسلكا يلائم شخصيته. وأروع ما في هذه المعرض أنك تلاحظ ذاتية الفنان في لوحته، ويبدو لك في كثير من هذه اللوحات عمق فلسفي ونظرات فنية موضوعية، وإن كان بعضها غير مفهوم. . . لي على الأقل.