والفتك بالأبرياء وليس من إدارة تحاسبها على ذلك في كثير أو قليل، وتعمد إلى إرهاب ينمو ويتسع وينتظم تحت سمعها وبصرها وليس من تحذير أو ردع، حتى بات العرب العزل يجابهون مجزرة بربرية في دير ياسين وغيرها لا تقل إجراماً وتعطشا للدماء عن مذبحة سانت باثلمبو أو مذابح سبتمبر. . . ومع ذلك لم تقدم انجلترا على عمل تتخذه لحماية الأرواح. . . هذه حقائق ما كان أجدر بنا أن نعلمها حق العلم ونحن نخوض هذه المعركة الحاسمة ضد عدو غادر أثيم كالصهيونية. . . بل وعند انسحاب البريطانيين انسحاب الجاني المتلبس بجريمته.
الصهيونية والشيوعية:
ليست علاقات الصهيونية بالشيوعية بالشيء الحديث، وليست بخافية على كل من له إلمام بسير التاريخ الحاضر، بل وليست من سوء الحظ بالشيء البسيط الوحيد الذي غفل عنه قادتنا ورجالاتنا. . . إذ من ينسى أن منشئ الشيوعية الأول هو ماركس اليهودي؟ وهل من الجائز أن تنسى البلشفية الحاضرة دينها له؟ هل تنسى اليهودية صلة النسب بهذا الرجل ومذهبه؟ وهل من الجائز أن ينسى ستالين وأعوانه ذلك وينسوا واجبهم في معاهدة التوسع الصهيوني؟ ثم من ينسى أن نظام الاستقرار والاستعمار الزراعي في فلسطين هو تطبيق نموذجي للأصول الشيوعية كما هي في روسيا قلبا وقالبا؟ ومن ينسى أن من بين المهاجرين اليهود الأولين لفلسطين، جماعات روسية ركزت نفسها في الزوايا والنقاط الحيوية في فلسطين حيث جعلت منها مراكز لخزن السلاح وتدريس أصول الإرهاب وبث التعاليم الفوضية؟ وعلى من يجهل ذلك أن يذهب إلى مستعمرات شمال شرق فلسطين ومرج ابن عامر ليجد ألوف النشرات المعنونة بـ (مبادئ القومية) و (وبدعة الديانة) التي جلبها معهم يهود شرق أوربا؟ وليجد هذه كلها مع الكميات الهائلة من الذخيرة والأسلحة. . . هذا منذ عام ١٩٢٠ وكما يعترف به اليهود الروس آنئذ. . . ثم من يجهل أن يهود البلقان - تلك البلاد التي هي الموطن التقليدي للأرهاب المحترف في العصر الحاضر - يقيمون الآن في فلسطين في عدد هائل وكلهم متدرب فائق الخبرة بالفنون العسكرية التي اكتسبها أثناء الحرب الحاضرة في حركات المقاومة، وجميعهم يرحب بروسيا كحامية للبلقان، ويرحب بأن يكون لها العون والنصير لإيجاد قاعدة بل وقواعد نشاط في الشرق الأوسط