فيها من أخطار سيكون برهانا - يوماً ما - على عقم تفكيرنا، وقصر نظرنا.
إن الصهيونية كالنازية في أهدافها ووسائلها؛ هي مذهب خالط الدم واللحم واختراقه إلى العظم في جسم كل يهودي، لذا أصبح من الواجب على القيادة العربية، إعداد منهج يحفظ لليهود حياتهم كأفراد خالين من شوائب الصهيونية، كمبدأ هدم وسيطرة، والاستعاضة عنها بثقافة سليمة أخوية تمكن لليهودي العيش بهدوء وأمن مع الجمهرة العربية في فلسطين. . . إن محق الصهيونية كمبدأ خفي هو إنقاذ لمستقبل الشرق. وكخطوة جوهرية في هذا، يجب على القيادة ألا تغفل عن فرض رقابة شريعة في الدقيقة التي تدخل جيوشها الأراضي المقدسة على الشواطئ وإيقاف الغزو الذي ستقوم به ألوف صهيونية عدة تنتظر الأوامر بالنزول إلى البر. . . إن كل صهيوني يقدم حديثاً إلى فلسطين، هو خبير عسكري مُنتدب لمهمة خاصة في الدولة الصهيونية المزعوم إنشاؤها. .
إن دخول الجيوش العربية حادث بالغ الأهمية في تاريخ العروبة؛ فهو أول عمل مشترك تقوم به الجامعة لحفظ حياتها، وسيشخص العالم بأبصاره ليرى كفاءتها وحنكتها في مراحل حياتها الأولى، وسيقبل حكمها وحلها لقضية فلسطين، حتى ولو فرض بالقوة كما يتطلب الموقف الآن، وسيكون حقيقة واقعة إذا ما اقترن ذلك بإيجاد إدارة مدنية ذات كفاءة وحنكة حتى ولو كانت عربية صميمة. إن الحنكة والشجاعة من القائد البارع تخضع لهما رقاب الأعداء ولو كان ظالماً. هذا درس تعلمته البشرية خلال تجارب عديدة برغم عدم اعترافها به. وإن كل هوادة، أو تراخ في هذه المرحلة الحاسمة معناها الانهزام أمام الإرهاب وانتحار الجامعة العربية، وتحطيم الأهداف والمبادئ والمطامح التي علقتها عليها ملايين الشباب في أطراف العالم العربي
هذا يوم تشخص فيه عيون الأيتام والأطفال والنساء، والمروعين حتى الطامحين إلى القتال، ولكن يعوزهم السلاح والدراية، بل وعيون العالم أجمع، لنرى جيوش العروبة تخوض معركة التحرير لإنقاذ فلسطين وإراحة العالم من قلق وخوف عجزت بريطانيا وهيئة الأمم المتحدة بسبب مطامحها وأنانيتها عن إيجاد الحل العادل لها.
إن هذا يوم له في تاريخ العروبة ما بعده، فاجعلوه مشهوداً أغر - وللعروبة نصر محتوم وظفر محقق.