للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وستبقى مذبحة دير ياسين الشاهد الدامي على جريمة فاقت بربرية النازيين، بل غطت على فظاعة القتل بالغاز والخنق وجرائم القرون الوسطى، وكل ذلك من جماعات متشردة أعدت ودربت للفتك وفرض دولة يهودية في الشرق، وليس لأحد منهم صلة أو حق بهذه الأرض العربية الصميمة. ومما لا شك فيه أن يهود العالم يمولون الاعتداء والجرائم الصهيونية في فلسطين، كما أن حركة التجنيد اليهودية على قدم وساق في كافة الأقطار وتحت أسماء مختلفة أغلبها تحت اسم (حركة الشباب العبري) ولهم معسكرات في كل مكان تعد الجند وتجمع القوى، كما صدرت نماذج التحاق بالجيش لكافة الشباب اليهودي العالمي للخدمة في ميادين فلسطين في الحال عندما يطلب إليهم ذلك، كما أخذ الكثير من هؤلاء يتسرب إلى فلسطين بكافة الطرق ومعهم تدريبهم العسكري الفائق، هذا وإن الأخصائيين الروسيين يقودون الآن الفرق اليهودية المرابطة في عشرات الموانيء في البلقان، وكلها عازمة على غزو عام مسلح للأراضي المقدسة.

وعلى العموم فكفة السلم في الشرق الأوسط الآن هي فريسة لتيارات عنيفة عسكرية وسياسية واقتصادية. وإذا ما علمنا أن دول الشرق فتية الاستقلال حديثة العهد، وجدنا لأنفسانا كل مبرر يمليه الحق والعدل والأمن والسلام. وكلها تفرض واجباً سريعاً حاسماً لدخول الجيوش العربية واجتثاث الصهيونية حتى لا تعود إلى شرورها وأخطارها الفادحة.

خطط وأهداف:

القضاء على الصهيونية كقوة عسكرية، وخنق انتشارها كعقيدة سياسية، وإدماج فلسطين كدولة عربية، كجزء في جامعتنا، وإيجاد إدارة مدنية شاملة لكافة الرعايا - هذه هي بالايجاز ما يجب أن تهدف له الجيوش العربية عند دخولها إلى فلسطين. . .

تقوم في تل أبيب الآن معاقل إرهاب ومستودعات أسلحة ومصانع تجعل من المدينة خطراً يهدد سلامة الشرق، وإذا رأى الإنجليز في تدمير برلين العمل الوحيد لصون السلم العالمي والقضاء على رأس الثعبان النازي، فدمار تل أبيب ونزعها، كنواة لدولة يهودية، من مخلية اليهود، علم ضروري لا مفر منه إذا أردنا ان نكون عمليين في أعمالنا وخططنا لحفظ السلم في الشرق. فهذا الوكر الذي يحتله ربع مليون إرهابي عنيد يجب أن يلقى نفس المصير الذي لقيته برلين وخاريحوف وهامبرج، ووجودها على قيد الحياة بكل ما يمكن

<<  <  ج:
ص:  >  >>