يتألف أغلبها من يهود عرب جُلبوا ودربوا تحت إشراف الخبراء اليهود الأوربيين، وبسبب معرفتهم العربية وملامحهم العربية سهل عليهم تنفيذ تلك المهمات الإجرامية التي عهدت إليهم. ولا يسعنا أن نغفل هنا ذكر سارة أرنسون وأفراد أسرتها التي اختصت بالتجسس في الشرق وبين القبائل في الصحراء السورية في الحرب العالمية الأولى. وأن لهذه الأسرة وكلاء لا يزالون يقومون بنفس المهمة، كما أن الخدمة السرية للوكالة اليهودية لها قلم خاص للاستخبارات في الشرق الأوسط العربي، وهو نشيط وله أساليب هدامة مريعة في تنفيذ خططه. وقد أثبت يهود اليمن وعدن ويهود حلب بصورة خاصة مهارة تذكر في هذا السبيل. . . إن يهود البلاد العربية جيوب غدر وأعوان هجوم، خطرها بالغ وسمها نقيع إذا ما اقترن غدرها بالتوجيه العصري والتنظيم الأخصائي تحت إرشاد الأخطبوط الصهيوني في فلسطين.
أما توزع اليهود في العالم فله ميزة بالغة استغلها اليهود كل الاستغلال وعصروا كل خبرات الأمم التي عاشوا بينها وجلبوها إلى فلسطين لا للاستقرار فحسب، بل للامتداد والتوسع. وإذا ما علمنا نتاج اليهود الاقتصادي وقوتهم المالية أدركنا الاحتمالات الأكيدة الناجمة عن ذلك فيما لو سمح لهم بالتركز في الأرض المقدسة، وليس إنشاء أسطول ضخم، وجيش عصري ومصرف دولي، وإذاعة قوية، وجامعات ومعاهد، وحصون وقلاع، وقواعد غزو، إلا نماذج من هذه التوسع العتيد الأكيد.
إن هذه مجموعة من الأخطار نقدمها هدية - قبل فوات الأوان - إلى أولئك الذين يتقلدون المناصب ويتحكمون في توجيه الرأي العام العربي، ويوجهون سياسته ويناصرون العروبة ويشدون أزرها، لا بدافع التشاؤم والوجل بل كصرخة يرسلها عالم متألم، يؤمن بأن الاعتراف بالحقيقة مهما كانت مُرة قاسية هي أولى الخطوات لتسديد الخطر، وحزم الأمر وخوض المعركة بصبر وبلاء يجدر بالصادقين الذين عاهدوا الله على النصر أو الفناء، دفاعاً عن العروبة وأمجادها وتراثها الغالي التليد.
مبررات دخول الجيوش العربية:
مضى على انفجار الغدر الصهيوني أكثر من شهرين، أريقت خلالها دماء، وأزهقت أرواح، واحتلت مدن، واقترفت جرائم هزت وعي الإنسانية، وروعت أحاسيس البشرية،