للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجرؤ على القول أن المصير المشئوم الذي ناله الكثيرون، بعيد عن أن ينال ملوكنا في قصورهم، وقادتنا في بيوتهم، وأطفالنا في أحضان أمهاتهم، ومساجدنا وكنائسنا، وقبورنا وآثارنا، ومقدساتنا وحرماتنا!! ومن يضمن أن يترفع هذا الإرهاب الأثيم والغدر البربري عن تدمير كل ما شدناه من آثار وتاريخ وأمجاد وحضارة؟ إن سلامة الشرق الأوسط بأسره في كفه الميزان؛ فعلى الملوك والعواهل والوزراء أن يحزموا أمرهم ويجمعوا رأيهم لتقليم هذا الأخطبوط الصهيوني الخطر. . .! وإلا فليس من البعيد أن يقال في عهد الملك الفلاني، ضاعت فلسطين ثم بتفريطه في الدفاع عنها، حلت ببلاده هو النوائب والبلايا. . . وفي عهد القائد الفلاني فقدت فلسطين ومنها سارت جيوش الأعداء واحتلت بلاده. هذه أفكار ليس للتشاؤم دخل فيها، ولكن علينا أن نتأهب للأمر وألا نلدغ من جحر مرتين. . . لقد قللنا من خطر الصهيونية وخفي علينا ما في البلاد من أوكار ومكامن، ومن قوى وأخطار وجيوش انقلبت بين عشية وضحاها إلى قوى نظامية قادرة على صب الويلات، وإهراق الدماء بدون مقاومة تذكر.

منذ عشرين قرنا من الاضطهاد المزعوم الذي جلبه اليهود على أنفسهم، غليت قلوبهم بالحقد والضغينة على الإنسانية جمعاء، أخذ يتطور الآن بعد تكتلهم في فلسطين إلى حملة من الانتقام تهدف لتصفية الحساب مع كل فرد أو مجموعة سبق في زعمهم أن ساهموا في تعذيب اليهود واضطهادهم، وهذه ملفات الوكالة اليهودية حافلة بخطط الانتقام، ولم ينس الصهاينة حوادث العراق عام ١٩٤١، ولا حوادث الشعوب التي اعتدت أفرادها على أقلياتهم في بلادها، ومن بين هذه الشعوب الشعب البريطاني والشعب الألماني، ولكن في المقدمة سيأتي طبعاً كل ما يزعمونه ويختلقونه من اضطهاد حل بهم في البلاد العربية المجاورة، كما أن كل كلمة فاه بها أمير أو زعيم كلها مرقومة في سجلاتهم، وهم متعطشون لتسديد الحساب بلا رفق ولا هوادة، وكلما استقر بهم المقام في فلسطين وتمكن لهم الحال فيها تعاظمت الأخطار وهذبت الخطط لانتقام مروع دام يصبونه على العروبة ودولها.

أبرزت الحوادث العديدة في السنين العشر الماضية الصلة الوثيقة بين صهيوني فلسطين ويهود الأقطار العربية، والنشاط السري الواسع، والوكالات والمنظمات التي يدبرها هؤلاء الآخرون حتى ثبت الآن أن أفراد العصابات الإرهابية التي تفتك بالآمنين في فلسطين

<<  <  ج:
ص:  >  >>