للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد فأنا لنرجو من أدبائنا أن يصححوا موقفهم من فلسطين وأن ينظروا من أبراجهم العاجية بمنظار يكبر لهم الآلام الشديدة والمحن القاسية ليروها، فينصروا أهلها بألسنتهم وأقلامهم ويضموا إلى مجدهم الأدبي شرف الجهاد في سبيل حماية المسجد الأقصى وعروبة فلسطين.

(شبرا)

أحمد الجنادي

عضو البعثة السورية

حول الفن الإنساني:

قلت في العدد الماضي من الرسالة وأنا أتحدث عن الفن الإنساني، إن قصة (أدولف) للكاتب الفرنسي بنجامان كونستان تعد في رأي النقاد أكثر القصص الذاتية بقاء على الزمن، لأنها أكثرها إنسانية. . فهي أبقى من (آلام فرتر) لجوته و (رينيه) لشاتوبريان و (رفائيل) للامرتين؛ وإن الفارق بينها وبين (أدولف) هو الفارق بين الفن التصويري الذي يقف بك عند فترة من الزمن لا يتعداها، وبين الفن الإنساني الذي يتخطى حدود الزمن والمكان.

قلت هذا فعقبت الرسالة عليه بقولها: إن هذا رأي نسمعه لأول مرة، فكان على الكاتب أن يذكر النص الذي اعتمد عليه، والدليل الذي استند إليه

وردي على هذا التعقيب هو أني كتبت في مجال العرض والتحليل لا في مجال التحقيق العلمي. . وإذا كانت الرسالة تريد النص والدليل، فحسبي أن أنقل للقارئ رأيين في (أدولف) يتفقان في المعنى وما ذهبت إليه، أحدهما للكاتب الفرنسي الكبير يول بورجيه، والآخر للناقد الفرنسي فردينان برونتيير. يقول بورجيه: (إن أدولف لتعد مثلا أعلى للقصة الذاتية، ولقد بقيت من كل القصص التي ظهرت في القرن التاسع عشر أحفلها بالحياة، وأكثرها إنسانية، وأشدها أسراً للشعور، ولا توجد قصة أخرى تهزني كما هزتني هذه القصة). ويقول برونتيير: (إن أدولف قصة إنسانية لا يمكن أن ترقى إلى حقيقتها التحليلية قصة أخرى). ويلاحظ أن الرأي الأول قد شمل في مجال التفضيل قرناً كاملا هو القرن

<<  <  ج:
ص:  >  >>