للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

منهم عبد الله ابن السوداء وخالد بن ملجم وسوجان بن حمران وكنانة بن بشر).

وهذه الرواية الأخرى هي في حاجة إلى نقد ودراسة، فالظاهر من روايات الطربي نفسها أن (عمار بن ياسر) كان في المدينة في هذا الوقت، وأن أهل مصر كانوا يراسلونه ويتصلون به عن طريق المكاتبة، وأنهم عندما وصلوا إلى المدينة كان بها، والمعروف أن علاقة الخليفة بعمار لم تكن على ما يرام، فلا يعقل إرساله لأداء مثل هذه المهمة. والذي ذكره البلاذري أن الفتنة التي ظهرت بمصر كانت ترجع إلى أعمال (محمد بن أبي بكر) و (محمد بن أبي حذيفة) حتى إن الوالي (عبد الله ابن سعد بن أبي سرح) اضطر إلى وضع رقابة صلرمة عليهما لئلا يفسدا الناس، حتى إبهما عند ما طلبا الخروج معه في الغزو أعد لهما سفينة مفردة لئلا يفسدا عليه الناس، فمرض محمد بن أبي بكر فتخلف وتخلف معه ابن أبي حذيفة، ثم إنهما خرجا في جماعة الناس فما رجعا من غزاتهما إلا وقد أوغرا صدور الناس.

فلما بلغ عثمان ذلك دعا بعمار بن ياسر وسأله الشخوص إلى مصر ليأتيه بصحة خبر ابن أبي حذيفة وحق ما بلغه عنه من باطلة، وأمره أن يقوم بعذره ويضمن عنه العتبى لمن قدم عليه. فلما ورد عمار مصر حرض الناس وانضم إلى جماعة ابن أبي حذيفة ثم أرجع بعد ذلك إلى المدينة.

ولم يذكر البلاذري أن صاحب الفتنة هو (عبد الله بن السوداء) ويتفق الطبري مع البلاذري في هذا الخبر في كل شيء سوى وجود هذا الشخص الذي قيل إنه (عبد الله بن سبأ) وقد عزا المسعودي هذه الحركة إلى محمد بن أبي بكر. ولا أريد هنا أن أجرد اليهود من المؤامرات التي دبرت للكيد بالإسلام، وحوادثهم في ذلك كثيرة مشهورة يكفي أنهم هم الذين دسوا السم للرسول وأنهم كانوا يتولون نشر دعاية خبيثة بين المسلمين اضطرت (الخليفة عمر بن الخطاب) إلى اتخاذ موفق حاسم مشرف تجاههم أنقذ به العرب والإسلام. ولكني لا أريد في الوقت نفسه أن أسلم بدعوى من يصدق الروايات ولأخبار فأسلم بأن المسلمين كانوا يصدقون كل ما كان يقال لهم بلا تفكير، وأن يهوديا نكرة لم يعرف مركزه في اليهود ولا منزلته في الإسلام يستطيه أن يلعب هذا الدور الذي قصه علينا (سيف بن عمر) عن جماعة عن (يزيد الفقعسي) وأنه يستطيع أن يضحك من عقول المسلمين، وأنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>