للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واجب حماية الحاج.

ثم انتهى الأمر بهما إلى أن أصبحتا قوتين عسكريتين منظمتين لمحاربة المسلمين. وقد حصلت كلتاهما على حق احتلال القلاع والحصون، وعلى حق إدارة المقاطعات وفرض الضرائب، وعلى حق عقد المعاهدات والهدنة والصلح. فأصبحت كل منظمة حكومة داخل حكومات الصليبيين، ووصل عدد المنتمين لهاتين المنظمتين إلى ١٥. ٠٠٠ مقاتل، وكانوا على ثلاثة أصناف:

١ - الفرسان: من طبقة النبلار من مختلف شعوب أوروبا وهم الذين يتولون مناصب الشرق الكبرى.

٢ - الضباط: ويمكن أن يلحق بهم أبناء الطبقات الوسطى.

٣ - الكتاب: ويتولون وظائف الكتابة والأعمال الدينية الثانوية.

١٧ - وكان حصن الأكراد معقلا من معاقل الاسبتار: وهم الذين زادوا على أسواره وبنوا الأبراج العالية. وأهم ما بقى من آثارهم القاعة الكبرى ومسكن رئيس الفرسان. وغير ذلك. وقد تسلموا الحصن من أمير مقاطعة طرابلس لوجود الحصن على الحدود.

١٨ - وكانت القواعد المتبعة أن يقسم جماعة الاسبتار، أو الهيكليين على الدفاع حتى الموت، ولا يعفون من قسمهم إلا بأمر أعلا من عميد الهيئة فكانوا أهل رباط يتقربون إلى الله بقتال المسلمين بغير هوادة، وكانوا يعتبرون من مات في قتال الإسلام شهيداً، ومن عوائدهم (التي أخذوها عن المسلمين وأهل المشرق) اطعام أربعين مسكيناً لمدة أربعين يوماً، وإخراج زكاة العشر للفقراء عن جميع المحاصيل، بل فرضوا على أنفسهم إخراج رغيف عن كل عشرة أرغفة تخبز في مطاحنهم.

١٩ - وكانت المنافسة على أشدها بين المنظمتين، بل كانت تنتهي أحياناً إلى العداء المفتوح، وفي منطقة حصن الأكراد كانت قلاع صافيتا وطرطوس في يد الهيكليين.

٢٠ - وللمنتظمتين تاريخ طويل في الحروب الصليبية، ويبرز اسم عميد كل منهما في كثير من الحوادث، وفي توجيه سياسة الأمارات اللاتينية. ولذا أفراد المؤرخون المؤلفات الطويلة للتحدث عنهم.

٢١ - ويهمنا من أمرهم ما كان لهم من السلطان في حصن الأكراد، فقد ذكر صاحب

<<  <  ج:
ص:  >  >>