للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كانت على كل حال مجهولة لي.

١٣ - لابد أنكم اشتقتم إلى التعرف على هذه القلعة السورية، والتي أمضيت كل هذه المدة دون تحديد موقعها، والتحدث إليكم عنها بعد أن طال حديثي عن مقدمات هذه الزيارة. ولذا أنقل إليكم ما كتبه الأستاذ الجليل محمد كرد علي، صاحب خطط الشام إذ قال: قلعة الحصن، أو حصن الأكراد أو الكرك ولا تزال محفوظة منذ عهد الصليبيين على ما هي عليه، وهي آية في باب الهندسة العسكرية في القرون الوسطى ناطقة بلسان حالها بأن هؤلاء نزلوا الأراضي المقدسة.

١٤ - قال: فلننظر بعده إلى ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان فقد كتب: منذ أكثر من سبعمائة عام حصن الأكراد هو حصن منيع، حصين على الجبل الذي يقابل حمص من جهة الغرب وهو المتصل بجبل لبنان، وكان بعض أمراء الشام قد بنى في موضعه برجاً، وجعل فيه قوماً من الأكراد كطليعة بينه وبين الفرنج وأجرى لهم أرزاقاً، فخافوا على أنفسهم فجعلوا يحصنون هذا البرج إلى أن صار قلعة حصينة، منعت الفرنج من كثير من غاراتهم فنازلوه، فباعه الأكراد ونزحوا لبلادهم، وملكه الفرنج وهو في أيديهم إلى هذه الغاية (أي إلى عهد ياقوت الحموي) وبينه وبين حمص يوم واحد، ولا يستطيع صاحب حمص أن ينتزعه من أيديهم.

ثم اختلط عليه الأمر فجاء بذكر الداوية في حصن الأكراد ويقصد فئة الاسبتار أصحاب الحصن فقال عنهم: هو قوم من الفرنج يحبسون أنفسهم لقتال المسلمين ويمنعون أنفسهم عن النكاح - يقصد إيمانهم بالرهينة - ولهم أموال وسلاح ويتعاطون القوة ويعالجون السلاح ولا طاعة لأحد عليهم. انتهى كلامه.

١٥ - وهذا رأي لكاتب عربي قيل استعادة الحصن من أيدي الصليبيين: ويهمنا قبل الانتقال من هذا التعريف أن نصحح لياقوت؛ فأصحاب الحصن هم جماعة الاستبار لا الداوية.

١٦ - والاسبتار هم والداوية هم الهيكليون نسبة إلى هيكل سليمان أو المعبد وهما منظمتان صليبيتان، كان الغرض الأساسي من تأليفهما مد يد المساعدة لرواد الأراضي المقدسة الذين تنقطع مواردهم، أو يقعدهم المرض، ومن هنا تفهم كلمة ثم ألقى عليهما

<<  <  ج:
ص:  >  >>