قد بعت عبدي وحماري وقد ... أصبحت لا فوقي ولا تحتي
وقال زين الدين عمر بن الوردي متفزلا في تاجر مليح:
وتاجر شاهدت عشاقه ... والحرب فيما بينهم سائر
قال: علام اقتتلوا هكذا ... قلت: على عينك يا تاجر
والمعنى العامي للعبارة الأخيرة (بصراحة وعلى المكشوف) فوري به عن المعنى الذي يريده وهو أنهم اقتتلوا بسبب ما في عينه من فتنة وسحر. ولا تزال العبارة مستعملة في عاميتنا بنفس المعنى الأول.
وقال صلاح الدين الصفدي يصف جرة خمر:
وجرة أظهروها ... والراح فيها كمينة
شممت طينة فيها ... فرحت سكران طينة
وقال ابن الوردي في لاميته المشهورة:
واهجر الخمرة إن كنت فتى ... كيف يسعى في جنون من عقل
وشاهدنا في عبارة (إن كنت فتى) وهي ترادف الاستعمال الشائع الآن وهو (إن كنت جدع) أي إن كنت شهما. وبديهي أن معنى فتى لا يفيد لغة معنى شهم. وقال ناصر الدين بن النقيب يشكو نحول جسده:
يقول جسمي لنحولي وقد ... أفرط بي فرط ضني واكتئاب
فعلت بي يا سقم ما لم يكن ... يلبس والله عليه الثياب
وتفيد العبارة الأخيرة بمعناها العامي الذي لا يزال شائعاً حتى اليوم، (أنه لا يطاق)، وورى بها عن شدة نحول جسمه حتى إنه لم يعد يصلح لثياب يرتديها.
ومن لطيف توريات ابن نباتة بالأسلوب العامي، قوله متغزلا.
سألت النقا والغصن يحكي لناظري ... روادف أو أعطاف من زاد صدها
فقال كثيب الرمل ما أنا حملها ... وقال قضيب البان ما أنا قدها
وشاهدنا في العبارتين (ما أنا حملها)، (ما أنا قدها).
وقال صفي الدين الحلي في معرض الغزل واصفا الصباح:
والصبح قد أخلقت ثوب الدجى يده ... وليته جاء للعشاق بالخلق