إلا أنه حين يحتاج إلى الميزان المشترك بين أبطال متعددين، يضطرب في الميزان بعض الاضطراب.
ومن أمثلة ذلك في تاريخ لنكولن أن كلامه عن بطله صحيح، وأن كلامه عن دوجلاس مزاحمه صحيح؛ ولكنه إذا عرض الرجلين على (الميزان المشترك) لم يبلغ من الدقة ما يبلغه من وزن كل منهما على انفراد.
ومن أمثلته في تاريخ أحمد عرابي أنه لم يحرر الميزان كل التحرير عند الحكم على عرابي ومن يمده مثلا، أو عند الحكم على سائر النابهين الذين اشتركوا في حوادث الثورة العرابية.
فقد يكون عشرات من الرجال في الحادث الواحد مختلفين متنابذين، ويكون لكل منهم حقه في الرأي، وحقه من العذر وحقه من التعظيم.
ولكننا نلاحظ هذه الملاحظات العابرة وننتهي منها إلى تقدير لا شك فيه لكتابي المؤلف عن هذين الزعيمين، وذاك أنهما على التحقيق مصدر لا غنى عنه للعمل بكلا الرجلين في اللغة العربية، وإن الصعوبة التي واجهت مؤلفهما الفاضل لا تغمط الجهد الكبير الذي توفر عليه، فاستحق به ثناء الناقد وإقبال القارئ واستزادة المستزيد