للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كم مقالة من هذه المقالات، وكم قلماً من هذه الأقلام، يستحق أن يعني به عقل واحد، أو تفكير واحد، أو قارئ واحد؟. .

وكم من هؤلاء الكتاب، لهم أقلام، وأفكار، وأمانات؟

هل هم هؤلاء الحزبيون الذين لا يمسكون أقلامهم إلا ليصفوا وجه كبير بأنه أقرب إلى وجوه الملائكة طهراً. . . ويصفوا ذاك الكبير بأنه مقلوب السحنة يحاكي الشياطين!!

أم هم أولئك الذين يتعرضون لخفايا السياسة، دون أي علم بعلم السياسة أو فن السياسة أو خفايا السياسة. . . ويتبجحون فإذا هم يوجهون، ويرسمون الخطوط وينقدون، بل ويكيلون اتهامات لا حصر لها، زاعمين أن لهم مكان القيادة بين الساسة والزعماء!!

أم هم هؤلاء الذين يتناولون حقائق الفن بأقلام هزلت وضعفت حتى لا تكاد ترى ولا تبصر، فإذا الكلام عن الفنون كله وصف لعيون هذه الممثلة أو تلك، أو صيحات هذا الممثل أو ذاك، أو هزات بطن هذه الراقصة أو تلك!!

أم هم أولئك الذين ينتجون ألوان الأدب من شعر وقصة ومسرحية، دون دراية بفن ولا علم. . . ودون أن تتكون لديهم ملكة الخلق والانتاج، فإذا إنتاجهم كله وصف سخيف، وحوار ممل، وحوادث تهدف إلى استغلال أرخص العواطف وأحط النزعات!!

أين هم إذن. . . على صفحات الصحف والمجلات؟.

لو استطعنا أن نجد واحداً أو اثنين أو ثلاثة. . . فمن يكون بقية السبعين؟

هل هم كتاب؟

لست أجيب، وإنما أترك الإجابة لقراء هؤلاء المساكين. . .

بقيت الكتب. . . ودور النشر التي أصبحت مفتوحة الأبواب لكل طارق.

كم من هذه الكتب يمكن أن يكون ذا فائدة أو أثر للقراء. . .؟

وكم من كتابها يصح أن يعدوا بين الكتاب؟

إننا لحسن الحظ نجد أن عدد قراء الكتب، المنكوبين بما فيها قليل، ولهذا يهون الشر.

ما سبب هذا الوضع الغريب المخجل الشاذ؟

وماذا يكون علاج هذه الحالة العجيبة؟

وكيف يمكن أن تتعدل هذه الأوضاع الغريبة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>