اعتزمت الدار نشر هذين الديوانين بعد أن اهتدت إلى مخطوط جامع لشعرهما محفوظ بمكتبة الجمعية الشرقية الألمانية بمدينة هلة يرجع تاريخه إلى سنة ٥٣٣ هجرية).
ودار الكتب تعمل الآن فعلا في إخراج ديوان كعب بن زهير، وقد تولى إتمام تصحيحه الأستاذ عبد الرحيم محمود بعد وفاة الأستاذ زكي العدوي في أوائل مايو الفائت، وقد أوشك الأستاذ عبد الرحيم علي الفراغ منه، وستصدره الدار قريباً. ومما يذكر أن الأستاذ الميمني الهندي عثر في استامبول على مخطوط لديوان كعب بن زهير مع شرح له، وأرسله إلى دار الكتب لطبعه، فوجدت الدار أن شرح مخطوط فيشر (وهو للسكري) أو في من شرح مخطوط الميمني (وهو للاحول) ومع ذلك فهي تستفيد من شرح الأحوال في تصحيح المحرف من شرح السكري وغير ذلك.
ومن غيريب الاتفاق أن المستشرق كوفالسكي توفى في أول مايو الماضي فقد نشرت المفوضية البولندية نبأ وفاته في نفس النشرة التي فصلت فيها الموضوع الذي نحن بصدده، وغرابة الاتفاق أنه توفى في الأسبوع الذي توفى فيه الأستاذ زكي العدوي. .
وقال لي الأستاذ مرسي قنديل مدير دار الكتب المصرية: جاء إلى موظف مصري بالمفوضية البولندية، وكلمني في هذا الموضوع، وعرض على ملازم من علم المستشرق كوفالسكي في ديوان كعب نب زهير فوجدتها تختلف عن عملنا في بعض النواحي فمنهجه يفيد المستشرقين أكثر مما يفيد القارئ العربي بخلاف منهجنا الذي يتجه إلى تحقيق الفائدة الكاملة للقارئ العربي، على أننا ننشر ديوان كعب بن زُهير تنفيذاً للبرنامج الموضوع لإحياء آدابنا العربية، ولنا في ذلك طريقتنا وجهودنا الخاصة، فهل نقطع العمل في إخراج كتاب لأن أحداً ما أبلغنا أنه أخرج هذا الكتاب؟
وبعد فماذا تريد المفوضية البولندية؟ إنها تذكر أمرين:(حماية حقوق المواطنين البولنديين) و (الحرص على العلاقات الثقافية بين بولندا ومصر والعالم العربي) فما هو حق المواطن البولندي الذي طبع كتاباً تطبعه دار الكتب المصرية؟ إن كانت تريد إعلان سبقه فلم يعتد أحد على هذا الحق؟ وإن كانت تبغي النصح لنا بادخار الجهد والمال وعدم بذلهما في علم تم مثله كما قالت، فنحن أدرى - مع الشكر - بتقدير قيم العمل في خدمة أدبنا، ولا أريد أن أظن أنها ترمي إلى عدم المنافسة في بيع نسخ الديوان. .