للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فكم وطئت طوعا وكرها معاقل ... مضى الدهر عنها وهي عانسة بكر

وكان الأديب ابن جحة الحموي من خلصان سلطان مصر الملك المؤيد شيخ المحمودي اتصل به قبل سلطنته أيام أن كان أميراً في بلاد الشام، وقدم إلى مصر بعد سلطنته أيام أن كان أميراً في بلاد الشام، وقدم إلى مصر بعد سلطنته وأقام في خدمته ردحا. وكان المؤيد قبل سلطنته قد وقعت فتن بينه وبين سلطان مصر حينذاك الناصر فرج بن برقوق. فانهزم فرج أمامه في ضيعة من ضياع الشام اسمها (اللجون) فكان ذلك مثاراً لشاعرية ابن حجة إذ مدح المؤيد وذكر المعركة ووصف ما دار فيها موفقا في كثير من أبياته. فقال يخاطب المؤيد:

يا حامي الحرمين والأقصى ومن ... لولاه لم يسمر بمكة سامر

والله إن الله نحوك ناظر ... هذا وما في العالمين مناظر

فرج على (اللجون) نظم عسكرا ... وأطاعه في النظم بحر وافر

فأبنت منه زحافه في وقفة ... يا من بأحوال الوقائع شاعر

وجميع هاتيك البغاة بأسرهم ... دارت عليهم من سطاك دوائر

وعلى ظهور الخيل ماتوا خيفة ... فكأن هاتيك السروج مقابر

ومنها:

وإذا مددت يراع رمحك ماله ... إلا قلوب الدارعين محابر

ونعال خيلك كالعيون وما لها ... إلا جماجم من قتلت محاجر

ويعتبر القتال بين السلطان فرج وأميره شيخ حربا أهلية إذ أن كليهما من رجال الطبقة الحاكمة المصرية حينذاك وما كان أكثر الحروب الأهلية ووقائعها في هذا العصر!

ويطول بنا المقال لو استرسلنا في الحديث. غير أننا نختتمه بأن نذكر أن الزجالين كانوا في عداد الأدباء عناية بذكر الوقائع ووصف الحروب، وأن الشعراء طرقوا في باب الوصف، السيوف والرماح ونحوها من آلات القتال، ومنهم من أخرج غزله مخرجاً حماسيا، فاستعار لأدواته وملابساته ما للحرب من أدوات وملابسات. - ومن لطيف ما يروى أن الأمير (الطنبغا الجوباني) الذي كان نائبا عن سلطان مصر في كفالة الشام، زمنا دعا فضلاء الأدباء لكي ينظموا أبياتا تكتب على أسنة الرماح، وعددها أربعة. فتبارى في

<<  <  ج:
ص:  >  >>