المفتون لما وقع الحادث على الإطلاق). . . وأظن أنه لا محل بعد هذا لأن يؤخذ على الكتاب أن (ليس فيه تعليق على مقتله ولا عن المتآمرين عليه) فضلا عما أوجبه الأستاذ من اهتمام خاص بحقائق مصرعه فيما أوجب من أمور ذكر أن العبرة من تاريخه لا تتم إلا بها.
بقيت مسألة واحدة، وهي أن الأستاذ الجليل يرى أني - كما يبدو لأول وهلة من كتابي - موفق في تحقيق معلوماتي ووزن أبطالي، إلا أني حين أحتاج إلى الميزان المشترك بين أبطال متعددين أضطرب في الميزان بعض الاضطراب، وقد يكون هذا صحيحاً، ولكني لا أستطيع الجزم بصحته كما لا أستطيع الجزم بنفيه؛ وذلك لأني لست أذكر أني عنيت بالميزان المشترك، فقد كنت أصف كل شخص وحده، ولم أصدر حكما على لنكولن بعد الموازنة بينه وبين غيره، ولهذا لم تتضح في ذهني عبارة الأستاذ الناقد:(ومن أمثلة ذلك في تاريخ لنكولن أن كلامه عن بطله صحيح، وأن كلامه عن دوجلاس مزاحمه صحيح، ولكنه إذا عرض الرجلين على الميزان المشترك لم يبلغ من الدقة ما يبلغه من وزن كل منهما على انفراد).
وبعد، فإني أعود فأقدم للأستاذ الجليل عظيم شكري على فضله، وأعبر له عن بالغ سروري واهتمامي بنقده، وشديد حرصي على الإفادة من إرشاده ونصحه، فذلك دأبي معه في كل ما أقرأ له منذ نشأتي. . .