للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها ملائمة على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر.

وقد أتيت في عدد مضى من الرسالة على أغراض المجمع العلمي العراقي الذي أنشئ في أوائل هذا العام، وأهم أغراض هذا المجمع المحافظة على سلامة اللغة العربية والعمل على جعلها وافية بمطالب العلوم والفنون وشئون الحياة الحاضرة. وفي سورية، من زمن المجمع العلمي العربي، وهو يتفق مع مجمعي مصر والعراق في الغاية التي يعمل لها، فالثلاثة مجامع لغوية عربية أهم ما تعني به سلامة اللغة ومسايرتها للحياة العصرية، وهذا يقتضي بطبيعة الحال وضع ألفاظ ومصطلحات، وقد يضع أحدها لفظاً لشيء غير الذي يضعه الآخر لنفس الشيء، بل لابد أن يحدث هذا. ونتيجة ذلك اختلاف البلاد العربية ذات اللغة الواحدة في بعض كلمات هذه اللغة ومصطلحاتها، بل إن هذا الاختلاف واقع فعلا فلم لا تتجمع هذه المجامع في مجمع واحد تكون له صفة (العالمية العربية) ويكون من عمله توحيد ما تختلف فيه البلاد العربية من أسماء لمسميات حديثة، وتوحيد المنهج في العمل لتحقيق الأغراض اللغوية والأدبية والثقافية التي تتصل بمهمة هذه المجامع ويكون المجمع المنشود فوق كل ذلك صرحاً من صروح الوحدة العربية التي أصبحت حقيقة واقعة. وبدل أن يكون كل مجمع من المجامع الحالية مرتبطاً بحكومته المحلية، يصبح المجمع الموحد مرتبطاً بجامعة الدول العربية.

هدف لغوي:

في إحدى ليالي هذا الأسبوع سمعت متحدثاً بالمذياع أثار انتباهي بطريقة إلقائهن والعناية بإعراب الكلمات، وإخراج الحروف من مخارجها، ومراعاة قواعد الوقف والوصل، وتعطيش الجيم، وما إلى ذلك. ولم يكن الحديث في اللغة ولا في الأدب، فالإذاعة لا تذيع في اللغة، والأدب فيها قليل. . على أن أحاديث الأدب لا تظفر بمثل هذه العناية التي يبذلها محدثنا، وإنما كان الحديث في السياسة، ولهذا كان انتباهي وعجبي. وقد زاد هذا العجب عندما انتهى المتحدث وقال المذيع: سمعتم الدكتور فلان بك. لأن الرجل ليس من أهل ذلك. . ولم يعهده أحد من قبل على مثل هذه الحال من إخراج القاف من أقصى الحلق، وقضم همزة الوصل، وملء الشدقين باللفظ، وتنعيم حرف اللين الأخير. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>