يسمح. والطريقة التي يعبر بها عن ذلك تتوقف على مقدار التحديدات التي تفرضها عليه البيئة. وهو يرى جاذبية سرية لدافعه الجنسي في أشكال وفي أبنية أشياء كثيرة في بيئته كما تعود أن يرى حين كان همجياً. وإنه ليختبر صنفاً من الإرضاء الجنسي بتفرسه فيه وترك أفكاره تجول كما تريد. وبعض عوامل البيئة كالقصص الفكاهة والصور الفنية التي من طراز معين، خلقت بصراحة لهذا الميل الذي يميل إليه الإنسان، وإنها تقدم المنفذ لبعض النماذج المكبوتة.
فالإعلان مثلا له جاذبية على المشاهد أساسها الروابط الجنسية. وإعلانات الحائط الكبيرة والرسوم التي تعلن عن المنتجات التجارية، بمظهرها ذي الرونق الزاهي لنساء نصف عاريات، يرسم بجلاء ووضوح أن الإنسان سينظر إلى شيء يفتنه جنسياً، أسرع وأطول مما ينظر إلى أي شيء آخر ليست فيه هذه المزايا. والإنسان يرغب، بوعي أو بغير وهي، في إطالة لذته الجنسية. والدافع الجنسي بفطرته سيتمسك بأي شيء يساعده في هذا الاتجاه. فهو راقد في طبيعة الإنسان ذاتها للسعي وراء اللذة والعمل على اجتناب الألم.
وإطالة الحب بوساطة العنصر الروحي أشار إليها الفيلسوف كنت بقوله:(وعلى قدر سرعة الذهن في النشاط، فهو لا يتواني عن بذلك تأثيره أيضاً في الميحط الجنسي. وسرعان ما اكتشف الإنسان أن منبه الجنس الذي اعتمد في الحيوانات على مجرد دافع دوري غالباً ما يكون وقتياً، كان في حالته الخاصة مقتدراً على الإطالة، وفي الغالب على الزيادة والكثرة بواسطة قوة التخيل).
ونجد أن الرغبة تتحقق في شكل رمزي لا في الأحلام فقط، سواء أحلام النوم أو أحلام اليقظة، ولكن في الشعر والموسيقى والفن والأدب، الخ. . .
والحياة في طريقها السريع لتكون أكثر تعقيداً، وسرعة الحياة الحديثة تجبر الإنسان على تنظيم نشاطه اليومي بالنسبة للزمن الذي تسمح به بيئته. فمركبات الترام المزدحمة، والمطاعم، والملاهي، والحوانيت والشوارع، تشهد على ازدياد السرعة التي جلبتها الحضارة الحديثة ملايين الأنفس تسير قطعانا ضمن الحدود الضيقة بالمدينة. وهذه الحاجة التي تتطلبها السرعة المجنونة ترقى في عقولنا هيولية غامضة وبلاد اليونان لم تنجب مفكريها العظام إلا لأنها منحت سكانها وقتاً للراحة، هذا الوقت الذي يعد من المستلزمات