التي يعالج بها أي موضوع آخر ذي أهمية لوجوده. ولا يخرج الأمر كله عن كونه تحريماً ومن هنا ينشأ الإحساس بأنه لابد من وجود شيء قبيح يختص به. وهكذا ترقي المرتبة في اللاشعور - مرتبة الكتب. وقد تبدو كلها واضحة في الظاهر. والفرد يدور حول واجبه اليومي ولا يُظهر أي أعراض لطبيعته الجنسية. ولكن، في أعماق عقله توجد شخصية تختلف تمام الاختلاف عن التي تظهر سطحياً
ولقد أوضحت تقصيات علماء الأمراض العقلية كل هذا بمهارة فائقة. ولوحظ مرة تلو أن السيدات الفضليات اللاتي يعانين هيئة معينة من الانحراف العقلي يتفوهن بسباب عنيف وفحش شديد. والنساء الخليعات، من جهة أخرى، اللائى يعانين نفس هيئة المرض بالذات لا يمكنهن إظهار هذا العرض بالصيغة التي تظهرها أخواتهن الأحسن منهن. والصورة الواضحة للكبت ونتيجته تؤثر على بعض الأنواع.
ودراسة مذهب الروحيين يمدنا بالدليل الأول عن المادة. فالإنسان القديم يعتقد أن له نفساً أو روحاً تحرك حياته على هذه البسيطة. وتنتقل هذه الروح بعد الممات إلى دائرة أو بيئة أخرى لتبقى موجودة ككيل مستقل. وما كان الجسم إلا مجرد مسكن للنفس، وكان ينظر إليها كمخلوق ممتاز. ولم يكن هناك بالتأكيد أي فهم لتأثير الجسم على العقل كما هو معروف في هذا الزمن.
ويأتي الإنسان بالتدريج ليكبِرّ نفسه كي تحيط بأشياء لا حياة لها. ويعتقد بأن لكل شيء روحاً. فالريح الصاخبة التي تثور في الغابات فتحطم كل ما يصادفها في طريقها لها روح والنسيم العليل الذي يسلم جسمه لنوم مريح فيه روح ولن الإنسان في الوقت ذاته يعتقد أن هناك وراء الحياة جميعها تكمن قوة غامضة - التكوين الجنس - فمد رغباته الجنسية واحساساته إلى أشيائه المؤلهة. والانفعالات البشرية في الطبيعة، كيفما تكن، كانت محجوبة فوق الآلهة. وبعد مدة من الزمن أصبح الجنس الصيغة الأصلية لعبادة الإنسان وعقيدته. وكان هذا في حال من الشعور الاجتماعي في كثير أو قليل من الصفاء. وأصبح الجنس قبيحاً بظهور الحياة المعقدة، أو كما اصطلح على تسميتها الحضارة. والإنسان المجرد بالنسبة إلى الطبيعة يبدو أقل الأجناس بالنسبة لانحطاط الفكر ولكنه أسماها في الوظيفة.
والإنسان اللاشعوري يظل مخلوقاً طبيعياً. فهو يعبر عن رغباته سواء سُمح له بذلك أم لم